يباغتونك وأنت في غفلة من أمرك، تصادفهم في طريقك من غير سابق نية أو موعد محدد، فنانون في المكر و الخداع و الغش و التدليس، ولأنك بريء وروحك طاهرة، لابد وأن تقع في شباكهم ولا بد أن تجد نفسك يوما ضحية من ضحاياهم ما لم تحذر .
هم النصابون، الماهرون في عرض طرقهم الاحتيالية للسيطرة على عقول الناس، وسلبهم أموالهم وأعراضهم وأشياءهم الثمينة بل وأرواحهم حتى ان اقتضى الحال ذلك بعد كشف كمينهم .
على هزة قوية استيقظ هذا واستفاقت تلك، ولقن الجميع درسا في أخذ الحيطة و الحذر وعدم الوثوق بمن هب ودب، فاستفاد البعض وظل البعض الآخر تتقاذفه الأمواج الى حين معلوم .
لكل شخص قصة مع النصب و الاحتيال بلا شك، ليس بالضرورة أن يكون هو البطل، فقد يكون أحد أقاربه أو رفاقه أو معارفه، حتى وان اختلفت وقائع سردها فإن النتيجة تكون واحدة وتصب في السياق ذاته، ولن تخرج عن نطاقي الضحك أو البكاء على ما حصل .
فالذي يضحك هو يضحك من سذاجته وكيف كاد يكون لقمة سائغة في يد وحوش آدمية لا ترحم، و الذي يبكي هو يبكي من جرح عميق خلفته عفويته وتلقائيته في الحوار سهلت وصول النصابين و المحتالين اليه ليستحوذوا على ما بحوزته بطريقة غير مشروعة، فيحكموا القبضة عليه ويتعسر بعد ذلك استرجاع ما ضاع .
شياطين في صورة ملائكة .. صيتهم يذيع في جميع الأوساط العمومية، شرهم ينشر خيوطه في كل خلية، على الأوتار الحساسة للضحايا عزفوا أحزن السنفونيات وأنتجوا أشقى المعزوفات، يحلون مشاكلهم الشخصية بزيادة تعقيد مشاكل الآخرين، يوهمون هذا بالهجرة القانونية، يغرون ذاك بمنصب عمل، يمنون تلك بعريس و يبشرون أخرى بالولد …
ليس في مقدورهم فعل شيء ويتظاهرون بالشطارة في كل شيء، من يصدقهم يخسر الكثير ومن يطمع في الربح على أيديهم يفقد أكثر .
هي ذي الحياة ، مدرسة نستخلص منها الدروس و العبر ونكسب خبرة في التعامل، لن يفيد الانتقام من الأبرياء ولن يجدي الإيذاء .