بقلم : أسماء التمالح
تعتبر مفيدة عبد الرحمن من أوائل النساء العربيات اللواتي مارسن مهنة المحاماة، فهي من أوائل خريجات كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول بمصر عام 1939، ازدادت في حي الدرب الأحمر جنوب محافظة القاهرة سنة 1914، من أب كان يعمل خطاطا للمصحف الشريف، وقد ولجت مفيدة في سن الخامسة مدرسة داخلية للبنات، انتقلت بعدها إلى مدرسة السنية، ومنها حصلت على الباكلوريا قبل أن تدخل عش الزوجية.
تزوجت مفيدة عبد الرحمن من محمد عبد اللطيف، الذي كان كاتبا ويشتغل تاجرا للمصاحف، وقد دام زواجهما حوالي سبعين سنة، شجعها خلالها على متابعة الدراسة، فالتحقت بالجامعة لتكون أول امرأة متزوجة تلتحق بكلية الحقوق لتتخرج منها وهي أم لأكثر من طفل سنة 1935.
لقبت مفيدة عبد الرحمن ب ” الأم العاملة المثالية” لتفوقها في مهنتها، حيث ترافعت في أكثر من 400 قضية، ذاع صيتها بعد أول قضية ترافعت فيها، وكانت قضية ” قتل خطأ “، حيث كسبتها ونجحت في تبرئة موكلها، لتؤسس بعد ذلك مكتب محاماة خاص بها.
تعتبر مفيدة عبد الرحمن أول محامية ترافعت أمام محكمة النقض في مصر، وأول امرأة مصرية استمرت في عضوية البرلمان لمدة 17 سنة متتالية، وقد كانت المرأة الوحيدة التي شاركت في لجنة تعديلات قوانين الأحوال الشخصية في الستينات من القرن الماضي.
نجحت مفيدة برلمانيا واجتماعيا وأسريا بدعم ومساندة من زوجها الذي كان دوما بجانبها، وقد ترافعت في فترة الخمسينات في إحدى القضايا السياسية الشهيرة بمصر، والتي كانت بطلتها ” درية شفيق”، كما كلفت بالدفاع عن مجموعة كانت متهمة في قضية تآمر على مصر وقتئذ، خصوصا وقد أصبحت من سيدات المجتمع المصري الشهيرات.
عاشت مفيدة عبد الرحمن أما لتسعة أبناء، بينما امتدت مسيرتها القانونية في سلك المحاماة ما يقارب ستين عاما، ولأنها شخصية من الشخصيات البارزة اختارها محرك البحث العالمي ” جوجل” للاحتفال بها، واضعا صورها على المحرك البحثي الشهير، مذكرا بجهودها وبصمتها القوية في مجال الدفاع والمحاماة، حتى لا يطوي النسيان سيرتها بعد مفارقتها الحياة في 3 من شتنبر 2002.
رحم الله سيدة القانون والدفاع عن الحقوق مفيدة عبد الرحمن وأحسن إليها.