بعد اختراع آلة الزمن عدت، و العود أحمد، إلى عصر الأمجاد ذي لون كالذهب، فانتبهت لرجل يتستر بخرق يردد، و ما أجمل ذلك الشارب ! كان يكلمك قائلا : ” أعوذ بالله من شر هذا العصبصب! “.
و أنت من حرجك لم تعرف ما ترد، فصرت إليه تنظر شاخصا و كأنه من أغرب الكواكب، فرسمت لك مخيلتك حياة الرجل بين الرعي و التجار، و ما ظننته يعرف عن أسرار اللغة شيئا، و ما عرف المتنبي أو امرؤ القيس و ما سبق له أن أعرب، فصار للنيل حينها مصب في وجنتيك، و أنت كالأصم ذي الفهم الصعب، سله يجبك، فهو ربما راعي غنم، و لكن من بلاغة لسانه تنتحب على ركاكة تعابيرك و معجمك الصغير صغر حب، فأنت العالم أو كذلك نفسك تظن، و لكن ما خلا من عيب إنسان، و أنت على لغتك الرصينة لم تشب، فكيف عليها ستشيب؟ و كل هذه الجعجعة للفظ ربما كان زلة لم تقصد، فما أفصح لغة الأعراب! ذات الحروف المنمقة العجاب!
ذات الصدى الرنان و الذوق الفنان، فهي لغة القرآن المنزل للهدى و البيان، و بها هجا و مدح الصعاليك و الفتيان، تحفة نادرة ندرة، و بالطبع ليس منها إثنان، فانس دمع المخضلتين يا أبا سنان، و ما فؤادك بملجإ للمآسي و الأحزان، فما أنت بامرئ مهموم، و لا هذا رزء يدوم، إن أزمعت للغتك الإتقان، فلن تحول بينكما سوى العزيمة و طلاقة اللسان، و كلمتك كلمة ذوي العنفقة، فها هي آفاق بعد الدجى مشرقة، و أبواب العلوم المنيرة المتدفقة، فتحيا لغة الضاد!
قوية العماد!
لغة كل الأمجاد!
* تلميذة في الثانية إعدادي.