في يوم 30 من شهر أبريل من سنة 1998 م توفي الشاعر السوري نزار قباني في العاصمة البريطانية لندن ، عن سن يناهز 75 عاما ، حيث قضى منها أكثر من خمسين عاماً في إبداع أشعار الغزل والسياسة . كان يشتغل في السلك الدبلوماسي السوري ، الذي انضم إليه سنة 1945م . واستقال منه سنة 1966 م . فتفرغ للكتابة والإبداع في الشعر والنثر . أسس دارا للنشر في بيروت تحمل إسم ( منشورات نزار قباني ) ، خاصة بأعماله وإنتاجاته الفكرية . يقول عنها : ” دار النشر التي أنشأتها حولت أثاثها وجدرانها إلى شعر” .
ألف عددا كبيرا من الدواوين الشعرية ومن الكتب النثرية ، وجمعت أشعاره في أعمال كاملة طبعت عدة طبعات مختلفة ، وترجمت أشعاره إلى عدة لغات عالمية ، كما صدرت مجموعة من الكتابات النقدية والتحليلية لشعره ، والعديد من الكتب والدراسات عن تجربته الشعرية المتفردة ، ضمنها كتاب أصدرته سنة 2009 م بعنوان ” أيظن وأخواتها ” يحتوي بين دفتيه على أحلى قصائده المغناة من قبل مطربين مغاربة وعرب .
وهناك أسماء عديدة من الشعراء عبر العصور الأدبية تحولت بعض قصائدهم إلى أغاني ، وهم كثيرون . وكان لشعر نزار قباني القسط الأكبر من تلك الأغاني ، فأبدع الملحنون في اختيــــــار الألحان المناسبة والجميلة والرائعة لقصائده ، وقدموا أشعار نزار قباني في صورة غنائية جميلة ورائعة ، وكسبوا جمهورا كبيرا ، وجعلوه يعشق ويحفظ تلــــــــك الأشعار .
لقد مات الشاعر الدمشقي شاعر الياسمين والحب ، وبرحيله يكون نجم شعري متفرد قد هوى ، فمن كان يعشق نزار قباني ، فنزار قد مات ، ومن كان يعشق شعره ، فإن شعره لم يمت ، فهو حي في ديوان الشعر العربي ، وفي ذاكرة محبيه وتلاميذ ته . حيث لم يبق منه إلا شعره المتميز والرائع ، فاستطاع بشعره أن يحقق خلودا في عالم الأدب والشعر ، فافتحوا دواوين نزار قباني فإن لكم ما أردتم ، وإن لمن شعره متعة ، وأن أشعاره من الباقيات الخالدات .