ناشد رئيس جمعية البحث التاريخي والإجتماعي بمدينة القصر الكبير السيد محمد أخريف عموم المسؤولين، من هيئات المجتمع المدني، والسيد رئيس المجلس البلدي، والسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم العرائش، والسيد وزير الثقافة والشباب والرياضة، بالتدخل من أجل العمل على معاينة صومعة البنات بمدينة القصر الكبير التي لاحظ – في زيارة ميدانية لها صباح الجمعة 15 يناير 2021 – أنها مالت شيئا ما عن وضعها الطبيعي المألوف، مما يستوجب اتخاذ التدابير اللازمة قبل سقوطها وانهيارها كليا.
جاءت زيارة محمد أخريف للمكان في إطار تهييئ كتاب حول دار الدباغة يحمل عنوان: ” دار الدباغة في القصر الكبير من خلال الوثائق غير المنشورة تاريخها ودورها الاقتصادي والاجتماعي”.
” صومعة البنات” هي ما تبقى من مسجد كان يوجد بدار الدباغ بعدوة باب الواد قبل أن يندثر، قال عنها الأستاذ الحاج عبد السلام القيسي إن:
(صومعة البنات من المآثر القديمة التي ما زالت موجودة وقائمة إلى الآن بالحي الجنوبي لمدينة القصر الكبير، المسمى قديما بحي البناتيين. كانت مئذنة لمسجد يسمى مسجد البنات، يجهل تاريخ بنائه، لكن الثابت أنه كان موجودا يؤدى مهمته خلال العهد السليماني، حيث ورد ذكره بحوالة الأحباس المؤرخة بعام 1223ه/ 1808م. وقد تهدم هذا المسجد ولحقه الخراب في تاريخ قديم واندثر بناؤه ولم تبق إلا هذه الصومعة التي تهدم جزؤها الأعلى، وكانت بجانبها بئر يستعملها الدباغون في أعمالهم وقد نسجت حول هذه الصومعة أساطير وروايات أصبحت متداولة بين السكان وخصوصا عوامهم ونساءهم على الأخص، ومفادها أن الفتيات العوانس يجدن فارس الأحلام ويتحقق حلمهن بالزواج بزيارة هذه الصومعة يوم الجمعة عند الآذان لصلاتها، حيث يصعدن إليها ويخضبن شعورهن بالحناء ويرتلن بعض الأدعية والتراتيل، وقد يكررن هذه الزيارة في يوم الجمعة أيضا إلى أن تقضى حاجتهن، وقد أصبحت هذه الصومعة بذلك أثرا معروفا مشهورا بالمدينة والنواحي القريبة منها، ويقال أن مدرسة خاصة بتعليم البنات كانت موجودة بالمسجد المندثر تسمى كذلك بجامع البنات، وتقع أجزاء من السور الجنوبي الذي كان يحيط بالمدينة والذي يرجع تاريخه إلى عهد الموحدين، قريبا من هذا الجامع).*
* من وثائق الحاج عبد السلام القيسي الحسني.