مستبشرا بحسن حظه هذا الصباح، كان قد ترصدها منذ ركبت الحافلة بالحي العشوائي، مقلدا مجرمي الأفلام الهوليودية. ركب نفس الحافلة، وأعينه خفافيش تتحلب من متابعة حقيبة يدها المنتفخة.
عندما نزلت في بطء المريض، بحي كاليفورنيا الراقي، سار وراءها بحذر ثعبان، إلى أن مدت يدا متثاقلة إلى زر جرس الدارة، التي تشتغل خادمة فيها. ففعل بها فعل طائرة دون طيار. اختطف الحقيبة، ثم اختفى بسرعة الطائرة الشبح.
فتح الحقيبة المتواضعة، مرتعدا كأن به حمى. لم يجد بها سوى أصبع أحمر الشفاه، ومفتاح طويل صدئ، ومنديل وردي متسخ، وبطاقة تعريف تثبت أن صاحبتها في الخمسين، وصورة أطفال امتصت الأنيميا حمرة أوجههم… وأيضا ثمن الرجوع في الحافلة.