{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ . [ سورة الرعد: 38]. حقا لكل أجل كتاب و ” كل واقع أجل يقع عنده ، ولكل أجل كتاب ، أي : تعيين وتحديد لا يتقدمه ولا يتأخر عنه “، تلكم سنة الحياة بين البقاء والانتقال وهي علامة على الحق سبحانه ..
هكذا تودع مدينة أصيلة وجها من وجوهها الرائدة والتي أسست لتاريخ المدينة دبلوماسية وثقافية و إبداعا مع محمد البوعناني وأحمد عبد السلام البقالي وتاريخا مع عبد الرحيم الجباري ودراسة قانونية وإبداعية مع أحمد البقالي العسكري وفنا مع محمد المليحي وفقها مع سيدي يخلف البقالي وتعليما مع آل الجباري وأل أشروي وأل الزبير وآل بن رحمون وأل الزكاري وآل بوشركة وأل اضريضر وأل البوعناني وآل شقور……. إلخ.
لقد عمر محمد بنعيسى حوالي ثمانية عقود ، وهي عقود عانقها الراحل مغامرة وعصامية ، اقتحم خلالها غياهب المغامرة من أصيلة نحو الشرق وأمريكا وأوروبا وأفريقيا ، رام حقول الإعلام والدبلوماسية والثقافة والفن.
لقد حرص على خدمة القضايا الكبرى للمغرب من خلال الواجهة الثقافية والإعلامية وظل متبعا لهذه القضايا عبر ندوات ومؤتمرات ومواضيع شديدة الطرح والإشكال. وحول قضايا الصحراء وأفريقيا أفرد محمد بنعيسى وقته قصد إسماع صوت المغرب وحقه في أرضه داخل المحافل الدولية والإفريقية ، حقا يعتبر محمد بنعيسى مرجعا لكل باحث في قضايا الصحراء المغربية وفي قضايا افريقيا وهمومها وخفاياها و مشاكلها الجيوسياسية ، إليه يرجع الفضل في تقريب وجهات النظر بين الأفارقة أنفسهم وبين أفريقيا والمغرب وجنوب الساحل .
حقا إن المسير الثقافي الذي اجترحه محمد بنعيسى من خلال منبره موسم أصيلة قد قعد وأصل لصناعة ثقافية عبر الندوات والبنيات الثقافية وسياسة الإصدارات والكتب والمنشورات ، وكان كل هذا دعوة لشق طريق من طرق التحديث الثقافي والأدبي والفني بمدينة أصيلة ، نأمل أن يظل مشوار هذا الجهد مفتوحا ومدعوما من طرف كل أديب و مثقف وفنان ومِؤرخ وعالم واقتصادي وطبيب وصيدلي ومعلم ومستثمر وفقيه غيورين على أصيلة والمغرب.