في الثالثة بعد زوال الأربعاء الثالث من غشت 2022م اتصل بي صديقي الأستاذ مصطفى البعليش . بعد التحية المتبادلة والسؤال عن الأحوال قال لي:
– غدا الخميس الأول من الشهر الهجري ستقام، إن شاء الله، ليلةٌ لذكر الله تعالى بمسقط رأس مولاي عبد السلام بن مشيش كما جرت العادة بذلك منذ أعوام عديدة”.
قلت في فرح وشوق:
– ليتني أحضر هذه الليلة.
فقال:
– إذاً نذهبُ إن شاء الله.
وتواعدنا على اللقاء مساء للحديث عن أمور تتعلق بالرحلة.
لقد ظل حُلمُ زيارة مولاي عبد السلام بن مشيش حَيا في أعماقي منذ أعوام، أحدّثُ به نفسي، ووالدتي، وقلة من المقربين، وأدعو الله تعالى أن يُيسّر تحقيقَه.
كانت والدتي، حفظها الله، أخبرتني أني رافقتهم طفلا، في رحلة عائلية، لزيارة الضريح، لكني لا أذكر شيئا عن تلك الرحلة لصِغَر سني آنذاك.
وحينما لقيت صديقي مصطفى مساءَ الجمعة الثاني والعشرين من يوليوز الماضي، انعطف بنا الحديثُ إلى الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، فبُحْتُ له برغبتي في زيارته وعزمي على ذلك خلال هذه العطلة الصيفية..وسررتُ حين عبّر عن استعداده لأن نزوره معا.
ثم كان الحريق الذي التهم كثيرا من غابات شمال المغرب، واتّجهَ نحو قبيلة بني عروس، وأتَى على شطر منها، فتحوّل لهبُ شوقي لزيارة المنطقة هذا الصيف، في داخلي، إلى جمرةٍ خامدةٍ هامدة تَرقُبُ ظروفا مناسبة كيما تتقد وتتوهج من جديد.
ولم أدرِ، وأنا أؤجل حلم زيارة مولاي عبد السلام، أن صديقي العزيز مصطفى سيفاجئني هذه المفاجأة الجميلة، ويخبرني هذا الخبر الرائق الذي صيَّرَ جمرتي لهبا من فرح وطرب وانتشاء، ووجدتني، بعد نهاية المكالمة الهاتفية، أردد جهرا وفرَحا: “لا إله إلا الله، لا إله إلا الله”، أترنّمُ بها لحظاتٍ طِوالا.