بعد حوالي سنتين من التدوين حول الكوفيد، و كل أحد .. قررت أن آخذ هذا اليوم كاستراحة محارب، وأحببت أن أتقاسم معكم هذا اللقاء الجميل على إذاعة طنجة (المرفق) مع الإعلامية القديرة نزهة بنادي، و الذي جمعني ب للا سعيدة موح، أم أشرف حكيمي…
لاحظوا هنا، أنني لم أستعمل أي لقب مثيل فخر و أيقونة و الأسطورة لخاي أشرف، و ذلك حتى أبقى منضبطا للخطة الكروية العكسية الوطنية المندمجة لتشجيع المنتخب، و التي انخرط فيها الشعب المغربي قاطبة، و التي سأعلق عليها في الختام، و لكن قبل ذلك كيف مر هذا اللقاء العفوي…
ففي وسط الحديث عن موضوع الجائحة، تسألني أختي نزهة عن مقابلة “الملاوي” و هل فرحت بهدف حكيمي، و مرة أخرى و انضباطا للخطة أجيب: “بطبيعة الحال، فرحت كثيرا و لاسباب متعددة، منها أن أم حكيمي قصراوية مثلي، و هنا أجهزت علي نزهة بمفاجأة كبيرة حين ربطت الإتصال بللا سعيدة، و ما كدت أسمع الكلمات الأولى لها حتى انفرجت أساريري، وانفجرت سعادة و أحسست بقزميتي، لا لأنها أم أشرف حكيمي…. لا… لا… بل لكونها للا سعيدة، و لكوني أضعف كلما كنت في مواجهة امرأة مكافحة و مناضلة، و عصامية، كما هن الملايين من الأمهات المغربيات اللواتي يخجلن من الأضواء و يعشقن البقاء في ظل التضحية من أجل عائلاتهن في صمت و وراء الجدران، و لكن هذا ليس موضوع اليوم…
الموضوع هو للا سعيدة، فبكل عفوية تحدثت عن حبها لابنها و للوطن رغم كل الاكراهات التي عاشتها، و مما زاد من جمال كلماتها لكنتها “الأصراوية”، كدت أنسلخ عن انضباطي للخطة الوطنية العكسية، و أبدأ بالمدح في أشرف و المنتخب، و لكني تراجعت في آخر لحظة، فأكثرت كثيرا من كلمة فخور و الابتسام، بالفعل فالانضباط لهذه الخطة صار أهم من الانتصار بالنسبة لنا كمغاربة…
و بكل موضوعية فهذه الخطة تبين عراقة الأمة المغربية، فليست كل الأمم تستطيع إتقان فن “السخرية من النفس” (self mockery)، و الأمم التي تستطيع ذلك، تكون قد بلغت قدرة من التصالح مع نفسها و طبعت مع الأنا…
كمغاربة قررنا و ككل البشرية أننا لسنا استثناءا، فنحن لسنا أسوء من أولئك الذين نضحك عليهم، ولسنا أفضل منهم، نحن ببساطة أمة تنتمي للبشرية، و لأننا نؤمن يقينا بأن أمةً تسخر من نفسها لا تضيرها الكلمات اللاذعة للآخرين، و التي حتما سنسمعها اليوم بعد انهزام الأسود أمام الفراعنة الجبابرة و فخر العرب “شتو راني منضابط للخطة”… و هانا حطيت يدي معاكم … و على الله… نعم حتما “سنخسر المبارة” و لكننا ربحنا هذه الأيام أمة متصالحة مع ذاتها و متحدة، و إذا نجحت الخطة فسأعود إليكم الأسبوع المقبل إن شاء الله، لأتحدث عن خطة عكسية للخروج من الأزمة الصحية…
في الأخير، الله غالب، مقدرتش نكمل بلا ما نقول : جيبوها يا لولاد جيبوها.
حفظنا الله جميعا…