محمد فكيسن، مزداد بمدينة فاس، أستاذ لمادة التربية البدنية بثانوية وادي المخازن للتعليم الأصيل بمدينة القصر الكبير، منذ ربع قرن، وبالضبط 1989م إلى اليوم. أنشأ أول فريق لكرة اليد بشكل رسمي عام 1996م، وحصل به على لقب وصيف البطل، بعد تغلبه على فريق فاس والدار البيضاء. الرياضة المدرسية بنظره رافد مهم وأساسي للرياضة الوطنية عموما، شارك خمس مرات في بطولة المغرب في رياضة العدو الريفي بفريقي الصغار والفتيان، وحصل على بطولة المغرب سنة 1992 .
على ضوء الانتصارات التي حققها على مستوى الرياضة المدرسية الجماعية، التقينا بالأستاذ ” محمد فكيسن” وكان لنا معه الحوار التالي :
مرحبا بك أستاذ محمد فكيسن، سعداء باستضافتك، وشكرا جزيلا على قبول دعوة المدونة . في البداية نود منك ورقة مقتضبة عن شخصك الكريم إن أمكن؟
الاسم الكامل: محمد فكيسن
المهنة :أستاذ السلك الثانوي الإعدادي، خريج المركز التربوي الجهوي بفاس، مادة التربية البدنية دفعة 1989 م متزوج، أب لثلاثة أطفال، فاعل جمعوي.
لقب ” فكيسن” كثيرا ما يثير فضول الناس، ويدفعهم الى السؤال والاستفسار حول سر هذا اللقب وجذوره ؟
تعود أصول أبي لقبيلة أكفاي ويلقبون بإفكيسن بمدينة أكادير، ومن هنا جاء اسم فكيسن، وانتقل السيد الوالد رحمة الله تعالى عليه، للعمل بمدينة فاس باعتباره كان موظفا ببلدية فاس، وهناك رأيت النور وخرجت للحياة، وتربيت بين أزقة فاس الجديد، وشغفت بالرياضة والعمل الجمعوي بها منذ الصغر.
تألقت في مجال الرياضة المدرسية واستطعت ان تنشىء فريقا أنثويا في كرة اليد، متى كان تأسيس هذا الفريق ؟
مما لا شك فيه أن الرياضة المدرسية تلعب دورا أساسيا في التكوين السيكولوجي والتربوي والذهني والبدني للتلميذ، وتشكل أرضية صلبة للنهوض بالرياضة الوطنية عموما. ويعود الاهتمام بالرياضة المدرسية منذ التحاقي بسلك الوظيفة العمومية، وإن أول فريق أنشأته لكرة اليد بشكل رسمي وشاركت به في البطولة المدرسية كان سنة 1996 م، حيث خضت بهذا الفريق الذي ينتمي لمؤسسة ثانوية وادي المخازن نهاية بطولة المغرب، وحصلنا على لقب وصيف البطل بعد تغلبنا على فريق فاس والدار البيضاء وانهزمنا مع فريق مراكش بحصة 9 مقابل 8 .
لماذا بالتحديد كرة اليد وليس نوعا آخر من الرياضات؟ ولماذا فضلت أن يكون لك فريق إناث وليس فريق ذكور؟
اختيار كرة اليد كان لسبب طريف نوعا ما، ذلك أن مؤسستنا كانت لا تتوفر إلا على ملعب واحد فقط وهو ملعب كرة اليد، واختيار فريق الإناث كان أيضا لاعتبارين الأول أن الإناث كن في التعليم الابتدائي يمارسن لعبة كرة اليد ويخضن بطولة إقليمية لفائدة تلميذات الابتدائي، بينما الذكور كانت تنظم لهم بطولة في كرة القدم، وحرصا مني على الاستمرار في استثمار جهود الأساتذة في التعليم الابتدائي وشغف التلميذات بهذا النوع الرياضي، أما الاعتبار الثاني فهو أن ننهض بالرياضة النسوية عموما، لا سيما أنه ليس بإمكان الفتاة ممارسة الألعاب الجماعية خارج أسوار المدرسة.
ما الذي تحتاجه كرة اليد ليكون لها إشعاع أكبر في عالم الرياضة؟
في وقتنا الراهن يجب أن نغير نظرتنا النمطية عن الألعاب الجماعية، ومن ضمنها كرة اليد، ذلك أن الامر لا يقف عند حدود الموهبة، بل يتعداه إلى معرفة علمية وإمكانات مادية وبنيات تحتية في المستوى وموارد بشرية متخصصة وصادقة .
من خلالك أستاذ، كيف هو واقع الرياضة المدرسية الجماعية ؟
من الأكيد أن الرياضة المدرسية تعد رافدا مهما وأساسيا للرياضة الوطنية عموما، ولنصل بالرياضة المدرسية إلى ما نطمح إليه جميعا، وجب لزوما العناية أكثر بالملاعب الرياضية بالمؤسسات التعليمية وتجهيزها بالمعدات والأدوات الرياضية اللازمة، أيضا احترام المذكرات الوزارية التي تنص على تخصيص مساء يومي الأربعاء والجمعة لحصص الأنشطة الرياضية، وتحفيز التلاميذ الأبطال بما يناسب المجهود واللقب المحصل عليه. أضرب لكم مثلا في هذا الصدد: الوزارة الوصية تخصص جوائز قيمة للتلاميذ المتفوقين في نهاية السنة الدراسية، في حين لا يتم الاهتمام بنفس القدر بأبطال الرياضة المدرسية.
حققت رفقة فريق الإناث لكرة اليد بثانوية وادي المخازن التأهيلية، العديد من الانجازات والانتصارات ، سواء على المستوى الوطني أم الجهوي . حدثنا عن هذه الانتصارات ؟
قبل أن أجيبكم على هذا السؤال، أود أن ألفت انتباهكم إلى أنني شاركت خمس مرات في بطولة المغرب في رياضة العدو الريفي بفريقي الصغار والفتيان، وحصلت مع هذه الدفعة على بطولة المغرب سنة 1992م إن لم تخني الذاكرة. وأشير هنا إلى أن البطل المغربي العالمي أمين الشنتوف من التلاميذ الذي تكونوا على يدي في بداياته الأولى.
أيضا شاركت بفرق الذكور في كرة اليد وفزت مرتين بالبطولة الجهوية، وشاركت في بطولة ما بين الجهات. وهناك عدد مهم من الممارسين اليوم بالأندية المحلية والجهوية والوطنية، كانت انطلاقتهم من الألعاب المدرسية بثانوية وادي المخازن.
أما بخصوص الإنجازات التي حصلت عليها مع فريق الإناث، فهي أربع مرات وصيف البطل، ومناسبة أخرى حصلت على الرتبة الثالثة، وسنة 2012 بطل المغرب في الدورة التي نظمت بمراكش.
وهذه السنة سنشارك في البطولة النهائية، التي ستقام بمدينة إنزكان شهر أبريل، بعد أن حصلنا على البطولة المحلية والإقليمية والجهوية وما بين الجهات.
ماهي المعيقات التي تقف أحيانا سدا منيعا في وجه الاستاذ فكيسن، وتحول دون بلوغ ما يصبو اليه رياضيا ؟
من المعيقات أنني أعمل بمؤسسة لا تتوفر على قاعدة واسعة من تلاميذ السلك الإعدادي، تتيح مجالا أوسع للاختيار والانتقاء، أيضا إن المدينة لاتتوفر على جامعات تسهل التواصل مع عدد من التلاميذ الذين كانوا يمارسون مع فرق المؤسسة، مما يحرم المدينة من خدماتهم للأندية المحلية.
الرياضة تربية، سلوك، وأخلاق. ماذا أيضا؟ وكيف تربي في تلاميذك روح النبل والاستقامة ؟
بالإضافة إلى ما تفضلت به الأخت الكريمة، الرياضة تضحية بلا حدود وعطاء بلا منّ . أما عن كيفية تربيتي لتلامذتي، فإني أهدف إلى زرع القيم الدينية والوطنية في نفوس تلامذتي وأن أعزز لديهم الشعور بالاعتزاز بانتمائهم للمدرسة العمومية، وهذا الامر يفرض علي أن اكون قدوتهم في كل شيء من التزام بالوقت وإنصات للآخر واحترام له وتقدير لأي جهد مهما كان صغيرا أو كبيرا.
الى جانب الرياضة، الأستاذ محمد فكيسن هو رئيس جمعية الانبعاث للتنمية والتربية . ماذا يشكل العمل الجمعوي بالنسبة لك ؟
أعتقد جازما أن العمل الجمعوي ضرورة حياتية وملحة في حياتنا وداخل مجتمعنا، والعمل الجمعوي ليس وليد الحاضر وإنما هو ميراث إنساني نجد أصولا له في تاريخ البشرية، وفي ديننا الإسلامي الحنيف حث صريح على التكافل والتعاون والتآزر، من هذا الباب انظر للعمل الجمعوي على أنه تقرب إلى الله تعالى بفعل الخير وخدمة المجتمع ولو بالنزر اليسير.
أنت عضو بلجنة المساواة وتكافؤ الفرص لدى المجلس الجماعي لبلدية القصر الكبير. ما هي ارتساماتك الشخصية حول هذه التجربة ؟
لجنة المساواة وتكافؤ الفرص لدى المجلس البلدي، لجنة تتشكل من عدد من الفاعلين الجمعويين بالمدينة، تضطلع بمهمة نقل انشغالات وحاجيات المواطنين وتطلعاتهم، وتحاول تقديم حلول لعدد من الإشكالات والإكراهات انطلاقا من مبدأ تشاركي غايته جعل الجمعيات قوة اقتراحية،ولا شك أن العمل من داخل هذه اللجنة شكل بالنسبة لي فرصة للانفتاح على عدد من التجارب وملامسة القضايا الحقيقية التي تؤرق بال المواطن بالمدينة.
كلمتك الختامية في هذا اللقاء ؟
أود أولا أن أتوجه إليكم الأخت أسماء بالشكر الجزيل على هذه الاستضافة، وأنكم أتحتم لي فرصة اللقاء بقرائكم، ثانيا أشكر زملائي الأساتذة وإخواني في العمل الجمعوي وتلامذتي الأعزاء على تعاونهم وحسن ظنهم بي، ولأسرتي جزيل الشكر، وخاصة زوجتي الفاضلة التي تتحمل الكثير في سبيل إتاحة الفرصة والمجال لي، حتى أتفرغ لتربية الناشئة و للعمل الجمعوي في أحسن الظروف، كما أشكر المجلس البلدي والسلطة المحلية وأطلب منهم المزيد من الدعم .