جرت العادة في أعرافنا وعاداتنا العربية الاصيلة أن يكن الصغير للكبير كل الاحترام و التقدير ، ونصت شريعتنا الاسلامية على هذا الامر غير ما مرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ّ ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ّ رواه أحمد و الترمذي وابن حبان .ّ وقال عليه أفضل الصلاة و السلام أيضا: ّ ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا. ّ رواه الحاكم .وفي حديث صحيح رواه الامام البخاري و مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ّ كبروا كبروا ّ ، أي دعوا االاكبر يتكلم .
أين نحن اليوم في زماننا هذا من احترام الاصغر للاكبر ؟؟
أين نحن من تقدير هذا لذاك ؟؟
كم من أحفاد يجعلون من أجدادهم أضحوكة ومسخرة بينهم ، ناسين أن هذا الجد أو الجدة لهما الفضل الكبير في وجوده ومجيئه الى الحياة بعد الله تعالى . كم من مدرس تطاولت عليه ألسنة تلامذته فاستفزته ووقعت به، ليكون الاستهزاء به وجعله محط تسلية لديهم أمرا مطلوبا . كم من ابن لم يعد يفرق في حديثه الى والديه، بين أبيه وأمه ورفاقه في الفصل الدراسي أو في الحي الذي يقطنه .كم … وكم … وكم …
هل أصبح احترام أصغرنا لأكبرنا ذكرى جميلة ترسخ بأذهان الجيل السابق للاجيال الآسبق منه ؟؟
هل قلة الحياء و الاحترام أصبحت موضة هي الاخرى ورمزا من رموز التقدم و الحضارة ؟؟
المؤسف حقا هو أن تجد بعض الآباء – هداهم الله – يشجعون أبناءهم على مثل هذه السلوكات ، وعلى عدم حث ابنائهم على احترام الآخرين ، لا بل وتجدهم فرحين جدا ببطولة ابنائهم وقد جاءهم كبير يشكو سوء أدبهم . بالله عليكم ، الى أين نحن ذاهبون ؟؟ أنتم أيها الآباء ، يا من تضحكون لفعل غير سوي ارتكبه أبناؤكم ، أنتم يا من تقولون ماذا جنيتم من الاحترام حتى تعلموا أبناءكم اياه ، يا من تشجعون أولادكم على سوء الأدب وقلة التقدير ، لكم يوم مع أبنائكم ، ان أول من سوف لن يكنون له الاحترام و التقدير هم أنتم ، لأنكم أسأتم تربية الأجيال وبدل من أن تزرعوا فيها الخير زرعتم الشر ، كان الأجدر أن تزرعوا الخير لأنكم أول الحاصدين .
قال صلى الله عليه وسلم : ّ ما أكرم شاب شيخا الا قيض الله له من يكرمه عند كبر سنه ّ . رواه الترمذي .