هي فاطمة الزهراء بنت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأم الحسن والحسين من زوجها علي بن أبي طالب، هي الريحانة الصادقة المباركة الزكية المرضية الصديقة الحوراء الإنسية، سيدة من نسائنا الخالدات الزاهدات الورعات المجتهدات في العبادة، هي أزكى أنثى عرفتها البشرية، هي المرأة الحنون على أبيها صلوات الله عليه وسلامه، وعلى زوجها وأولادها، وعلى الأيتام والمساكين أيضا.
قال عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ” فاطمة بضعة مني”، سميت فاطمة رضي الله عنها بهذا الإسم لأن الله عز وجل فطمها ومحبيها عن النار، ازدادت في يوم الجمعة 20 من جمادى الثانية بعد واقعة الإسراء والمعراج.
اشتهرت سيدتنا فاطمة الزهراء بالفصاحة والبلاغة في الحديث، كان لها من الإخوة 3 ذكور هم : القاسم، عبد الله، وإبراهيم الذي ورد أنه أخوها من أبيها محمد فقط وأمه هي مارية القبطية، كما أن لسيدتنا فاطمة الزهراء 3 أخوات بنات، كلهن شقيقات من والدها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمهن الطاهرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
كانت فاطمة أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت المساندة المآزرة لأبيها – عليه أزكى الصلاة والسلام – في محنه، توفيت أمها خديجة فوجدت نفسها أمام مسؤووليات جسام اتجاه أبيها الذي حزن حزنا شديدا على فراق شريكة حياته، فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحلت بالصبر والجلد فكانت في مستوى المسؤولية المنوطة بها، حيث تفوقت في ذلك حتى كنيت ب ” أم أبيها “.
هاجرت الزهراء من مكة إلى المدينة المنورة، وفي السنة الثانية من الهجرة زوجها النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب الذي لم يتزوج غيرها في حياتها، وقد كان له منها الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم والمحسن..
تأذى المصطفى – صلوات الله عليه وسلامه – كثيرا من عمه أبو لهب وزوجته أم جميل، والذي كان يلقي بالقاذوراب ببات بيته صلى الله عليه وسلم ، فكانت الزهراء تتجند وتسرع بالتطهير والتنظيف وإبعاد الأذى عن أبيها بشتى أشكاله.
كانت فاطمة الزهراء نعم الراعية لأبيها في صغرها وزادت بعد فقدان والدتها، فكانت تحظى بالتقدير الكبير من طرف محمد صلى الله عليه وسلم، وكان – عليه الصلاة والسلام – لا يتوان في إظهار المحبة لها في كثير من المناسبات.
لقد انحصر نسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة الزهراء، حيث كانت الإبنة الوحيدة التي كانت لها ذرية بين باقي أبنائه، وهي – رضي الله عنها – ذات مكانة عالية وصاحبة شأن عظيم في الإسلام ، كيف لا وهي من أفضل نساء المسلمين وأتقاهن ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة“، وقد عانت فاطمة الزهراء من وفاة أبيها محمد صلى الله عليه وسلم معاناة شديدة، حيث يروى أنها صامت عن الأكل ونسيت الفرح والضحك بعد رحيله، وظلت تبكي فراقه إلى أن لحقت به إلى دار البقاء.
غسل علي بن أبي طالب زوجته الزهراء وكفنها وأعانته في ذلك أسماء بنت عميس، فصلى عليها وكبر خمسا ودفنها في جوف الليل، وعفى قبرها ولم يحضر تشييعها ودفنها الا الإمام علي والحسنان وعمار المقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواص علي مثلما رُوي.