كثيرة هي المفاجآت الجميلة، وأجملها ما يداعب المشاعر، ويلامس الروح، ولا سيما إذا كانت منبعثة من القلوب الطيبة، والنفوس الطاهرة، فتولد الدهشة والإعجاب، ويلتئم خلالها الود والوفاء، ويغنم الأصدقاء من خلالها لحظات جميلة، تتدفق نبلا، ونورا، ولطفا، وحسنا.
على البساط الأخضر رسم الأستاذ الوهبي نبيل الخطط العريضة للعلاقات الطيبة التي تسود بين جميع الرفاق، ومرر رسائل قيمة في الصدق، والتضامن ، والإيخاء، سجل من خلالها أهدافا متعددة في مرمى الفريقين معا، ترجمت مستوى الوئام بين جميع الأصدقاء.
وعلى الجانب الآخر استوعب منير حسن الخطاب، فأنار العميد سبيل زملائه بالتوجيهات السديدة، ووضع لهم التصاميم البديعة، ومدهم بتعليمات مفيدة، وفرت لهم إقامات مريحة على شاطئ الحياة، وساعدتهم على تسجيل أهداف جميلة في مرمى ياسين.
ياسين الذي ضبط الحساب، وزاد على مستوى المباراة قيمة مضافة، من حسن الآداب والأمانة، والثقة والمهارة، يوجه رفاقه في الفريق ليكونوا أكثر دقة في تصريف زمن المقابلة، وتدبير ميزانية الإنفاق في برصة الحياة.
وفي وسط الميدان يتحرك اللاعب المهاري عمر الهدروجي بخفة ورشاقة، ينسق بين الجميع من أجل الفوز، ويؤمن تحركاتهم على طريق السلامة، يسدد كرات عميقة، قد تعانق الشباك، وقد تساهم في إحراز هدف من طرف أحد أعضاء الفريق، ولعمري عرفت شخصا محبوبا أكثر من عمر، هو جسر التواصل، وهمزة اللقاء.
وبلمسات فنية جميلة، وروح رياضية عالية بصم محسن الشادلي على جبين المباراة، هو الأمين المؤتمن على الأسرار والخزانة، هو طيب الذكر في الحضور والغياب، فقد وهبه الله حكمة الخطاب، وصفاء الروح والقلب والجنان.
خلفه وأمامه يتحرك مدافع صلب، يشق طريقه بسهولة نحو المرمى، استمد من الكمال والرضا اسمه، فهو بلكامل رضوان، صديق وفي، يطعمك وجبة دسمة، ويسقيك ماء زلالا، ينعشك ويزيدك شوقا وإعجابا.
ومن الجانب الأيسر يتسرب بخفة الشباب الأستاذ مراد العمراني نحو مرمى المنافس، ويحقق مراده، ويسجل هدفا، بل أهدافا، يراوغ بمهارة، ويحسن التمرير والتسديد، نعم الموجه لزملائه وطلابه، فقد أحسن القول والإصغاء، وقد قاد فريقه للانتصار في المباراة، كما رسم لطلابه جسورا للعبور إلى النجاح في الدراسة والحياة.
وفي الجهة اليمنى ينتصب مدير صفة لا هوية، يراقب بجدية بناء العمليات، ويشارك فيها هجوما ودفاعا، محمد الجناني قطف من جنان اسمه ثمارا، قدمها على طابق المودة لجميع أصدقائه غداء، قبل نهاية العرس الرياضي غادر البساط، وعاد إلى الحقل ملبيا نداء.
تبعه الأستاذ الموذن ينادي، ويؤذن في الناس آذانا، بعد أن تقدم في العمر، وسجل هدفا وحيدا في المباراة، يبدو أنه بتهاون من حارس المكان، وانضم إلى أصدقائه في منصة الفرجة، التي أضفى عليها تشجيع الرفاق حلة بهية وجمالا، فشكرا لعبد اللطيف وأشرف ومحسن مزيان وأحمد الإدريسي على المتابعة والدعامة.
كان لا بد أن يوثق هذا اللقاء في سجل المبادرات الحميدة، ووجب حضور موثق في عين المكان، وذات الزمان، يصادق على ميثاق الصداقة والتضامن والوفاء، فعلى البساط الأخضر، وبحضور جميع الأطراف المتنافسة، وقع الأستاذ طارق الدرفاوي على لمسات جميلة، وتمريرات ساحرة، وأمضى على شهادة تكريم، قدمها الأصدقا قبل وبعد المباراة لأكبرهم سنا تقديرا واحتراما.
لهؤلاء الأصدقاء مجتمعين، ليس بينهم فاصلة أو فواصل، من غاب منهم أو حضر، أتقدم بجزيل الشكر والثناء، أبادلهم الحب بالوفاء، والتقدير بالإخلاص، والتكريم بالامتنان، وموعدنا يتجدد شهريا في تكريم هذا الصديق أو ذاك.