محمد أنقار
شخصية مثالية على كل المستويات وعلاقته بالجميع طيبة جدا
خص الأستاذ الدكتور مصطفى يعلى حفظه الله تعالى إذاعة صوت العرب المصرية، مساء يوم الثلاثاء 20 مارس 2018، بحوار تناول فيه الحديث عن رفيق دربه الأديب والمبدع الكبير الأستاذ الدكتور محمد أنقار رحمة الله عليه، والذي وافته المنية مؤخرا بمسقط رأسه تطوان.
في مستهل اللقاء، قدمت إذاعة صوت العرب المصرية عزاءها على الهواء للدكتور مصطفى يعلى، ووجهت له سؤالا عن الندوة المزمع تنظيمها أواخر مارس، فكان جواب الدكتور يعلى أن هناك اهتمام كبير في المغرب بالمرحوم أنقار، نظرا لما خلفه – رحمة الله عليه- من أثر طيب سواء على المستوى الإبداعي أو الجامعي أو الشخصي، وقد كتب عنه الكثير في الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي، ولنا موعد يوم الثلاثاء 27 مارس الجاري مع حفل تأبينه في كلية الآداب بمدينة تطوان”.
يتابع الدكتور مصطفى يعلى حديثه ويقول : ” محمد أنقار شخصية مثالية على كل المستويات، وعلاقته بالجميع طيبة جدا، سواء مع زملائه أو أصدقائه أو طلبته، فكثير من الكتاب والأساتذة الجامعيين هم طلبته السابقون ، ولا يذكرونه إلا بخير، وقد تأثروا كثيرا لوفاته”.
– الدكتور محمد أنقار له ثلاثة كتب لها علاقة بمصر، وكان مهتما بالحالة الثقافية المصرية، هل درس الفقيد في مصر؟
رد الدكتور مصطفى يعلى حفظه الله قائلا: ” روايته الأولى الشهيرة ” المصري” تجري بمدينة تطوان، والبطل تطواني، والأحداث كلها تطوانية، ولكن أصر على أن يعنونها ب : المصري”، فالمرحوم كان يحب مصر كثيرا، وكان متأثرا بالثقافة المصرية وخصوصا على مستوى الإبداع، وعلى وجه التخصيص بنجيب محفوظ. لهذا فنفس الأجواء الموجودة في الرواية تقريبا، وطريقة معالجتها كل ذلك رائحة من نجيب محفوظ .
لقد كتب الفقيد أنقار مجموعة قصصية عن عبد الحليم، وأخرى عن فريد الأطرش، ومجموعة ثالثة عنونها ب ” يا مسافر وحدك” على أغنية محمد عبد الوهاب الشهيرة.”
يواصل يعلى حديثه: ” المرحوم ماكان يسافر بالطائرة، كان يقرأ ويتابع الندوات والكتب وكل ما يتعلق بالثقافة العربية، وخصوصا بمصر، كثيرا ما كنت ألح عليه أن يرافقني في بعض اللقاءات بالعالم العربي، ولكنه كان يخاف ركوب الطائرة مثله مثل نجيب محفوظ تماما، غير أنه روحيا كان هواه مع الثقافة المصرية، وجيلنا في الحقيقة كان نتاج تلاقح الثقافة المصرية كما يعلم الجميع”.
كيف احتفى العالم الثقافي بالدكتور محمد أنقار؟ وكيف كرم في حياته ؟
جواب الدكتور مصطفى يعلى : ” على مستوى المغرب، هو حاصل على جائزة الكتاب في المغرب، ولديه رسالة جماعية رائدة حول أدب الطفل في المغرب، ثم إنه حاصل على جائزة المرحوم عبد الله كنون عن نادي خاص بعبد الله كنون بمدينة طنجة. الرجل كان متعففا ولا يهتم بهذه الأشياء لولا أنها تفرض عليه، وكثيرا ما أقيمت له الكثير من الاحتفالات خصوصا بمدينة تطوان تكريما له “.
المرحوم له ابنة موسيقية كبيرة تدعى سعاد أنقار ؟
أجاب يعلى قائلا: ” المرحوم نفسه كان مولعا بالموسيقى، خصوصا منها الكلاسيكية، وقد ربى ابنته سعاد على الموسيقى وأدخلها إلى معهد الفنون الجميلة بتطوان، تابعت دراستها بالصولفيج، وهي الآن عازفة بيانو ممتازة جدا، ولها مؤلفات حول علاقة الموسيقى والأدب”.
علاقتك الشخصية بالمرحوم الدكتور محمد أنقار ؟
علاقتي به تعود إلى الستينات، تربطنا خمسون سنة من الصداقة، سواء بالدراسة على مستوى الإجازة بكلية الآداب بفاس، وبعد ذلك تعييننا للتدريس بثانوية بمدينة القنيطرة، وتحضيرنا معا ونحن نشتغل بالتعليم الثانوي الماجستير، فدكتوراه الدولة معا.
كنا على علاقة طيبة وممتازة باستمرار، حتى وقد انتقل من القنيطرة إلى مدينته تطوان، كنا لا نتخلى على التواصل اليومي تقريبا، وللأسف كانت آخر مفاجأة لي منه ، هو أن كلمني هاتفيا قبل يوم واحد من وفاته، تواعدنا على مجموعة من الأشياء، لكن في الغد جاءني هاتف ينعى رحيله، فصدمت والبقاء لله.”
لم يفت إذاعة صوت العرب المصرية أن تبث شهادتها في الفقيد الدكتور محمد أنقار، التي تسجل له مواقفه النبيلة في موافقته على المشاركة معها بعدة مناسبات ليدلي بدلوه حول كتاب وكتب، فكانت الخلاصة أن وصفت الإذاعة الراحل بأنه كان إنسانا مفعما بالإنسانية، قبل أن يضيف صديقه المخلص الدكتور مصطفى يعلى بأن الدكتور محمد أنقار تغمده الله بواسع رحمته: ” كان رجلا ممتازا، رجلا كريما، دمث الخلق، وأعتبر نفسي محظوظا بصديق طول العمر مثل الأديب الدكتور محمد أنقار”، يختم يعلى حفظه الله.