قبل أن يبني قبر الحياة، كان شعلة من الفعل الثقافي والنقد السياسي والعمل الجمعوي. طوقته مقولات ملساء محرضة (الدار قبر الحياة، الدار أول ما يشترى وآخر ما يباع، جنة المرء داره…). وكان القرض قد مسخ غولا أليف المعشر، لطيف المظهر، شنيع المخبر. فقعد يتربص به للانقضاض عليه في اللحظة المناسبة.
فرح وأولاده بالسكن في قبر دنياه. لكنه أمسى صامتا عن الكلام المباح وغير المباح، ومعرضا عن مشاهدة وقراءة الأخبار، وزاهدا عن حضور مختلف اللقاءات. أضحى سمعه ولسانه وبصره وبصيرته، كلها مشغولة بلقم بطن الغول بما لذ وطاب له من الأقساط الشهية الشهرية. فقد سكنه ليل نهار، خوف من أن يرمي الغول بعظامه في قاع النهر.