يبدو أن بعضهم متفرغ وليس وراءه عمل يشغله سوى محمد، وسيرة محمد، والنيل من شخص محمد . محمد نبي الرحمة، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد الأمين الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام، محمد الذي قال فيه عز وجل : ” وانك لعلى خلق عظيم ” سورة القلم / آية: 4 .
بين الفينة والأخرى يطلقون شرارات أحقادهم، ويقحمونها في أعمال يعدونها فنية والفن بريء منها، أعمال تعكس مستوى انحطاط عقول منتجيها، وانحلال أخلاق مخرجيها، وبعدهم الكبير عن الحضارة والديمقراطية وقيم التعايش .
إن من يقترب من محمد بأذى هو يقترب بنفسه من الجحيم، ولا يظن كافر أنه أحسن الصنيع بإساءته لخير المخلوقات الكونية صلوات الله عليه وسلامه، لسبب بسيط يكمن في أن رب السماء كرمه وعززه ومجده وعظمه، ولأن جنود السماء يحفونه من كل جانب، يرعونه ويحفظونه ويوقرونه صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى: ” هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ” . سورة الجمعة / آية: 2 .
بأي حق تحاكمون نبيا ورسولا حمل الخير للانسانية ؟
على أي أساس تبنون هذه المحاكمة ؟
أ لأن محمدا نطق بالحق، ونبذ الظلم، ورحب بكم في أمته مهتدين بعد الضلال ؟
أ لأن محمدا لم يسخر منكم وأوصى بالاحسان اليكم والتعامل معكم بما يرضي الله ؟
أ لأن محمدا ترفع في حياته عن أذيتكم، ودعا الله تعالى أن يهديكم الى الطريق المستقيم كي تكونوا من أصحاب الجنة شأنكم شأن المسلمين جميعا ؟؟
أ لمثل هذا تحاكمون اليوم محمدا ؟؟
ابحثوا في الكون كله عن رجل أرقى من محمد، سوف لن تجدوا، فتشوا عن انسان أنبل منه صلى الله عليه وسلم وأرحم بأحوال الناس، سوف لن تجدوا، تبينوا من هو أعلى منزلة وأثقل وزنا في الوجود، ستجدون خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى: ” وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ” سورة الأنبياء / آية: 107 .
فسحقا لكل قلم رفع للنيل من عرض نبي العزة والكرامة محمد صلى الله عليه وسلم، سحقا لكل ريشة خطت رسما تسخر فيه من شكل وصورة محمد، وهي لم تره مطلقا وتجهل عنه كل شيء، سحقا لأقوام يكنون العداء لنبي ورسول لم يشهد التاريخ أنه عادى أقواما إلا نصرة للحق، ودحضا للباطل، وتقديسا لوحدانية الله عز وجل .
لكم يوم تحاسبون فيه على ما تفعلون، وسترون لمن النصر في النهاية، أ لكم أم لمحمد الذي تستصغرونه بأعينكم ؟؟
هي حرب يعلنها الأعداء على أنفسهم، ويظنون أنهم قادرون على كسب الرهان، وليس من السهل شن حرب على حبيب الله، لأن الهلاك هو المصير الحتمي .
قال سبحانه: ” واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون “. سورة النحل/ آية: 128 .
صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم .