يغزر القرآن الكريم بالسور القرآنية الجليلة ذات الأبعاد الإنسانية والدلالات الأخلاقية والرموز الإعجازية العظيمة، اخترنا من بين هذه السور سورة ” الكوثر ” للحديث، حيث يتوجه فيها الله عز وجل بالخطاب لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قائلا : ” إنا أعطيناك الكوثر “، والكوثر إسم يدل على كثرة الخيرات التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم صلوات الله عليه عليه وسلامه، كما أنه إسم لنهر عظيم في الجنة.
قيل أن سورة ” الكوثر ” نزلت في العاص بن وائل الذي وصف محمدا صلى الله عليه وسلم بالأبتر بعد فقدان الرسول الكريم لابنه عبد الله من زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
وتعد سورة ” الكوثر ” بمثابة رد على من اعتدى على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بفحش الكلام، إذ الأبتر هو كل من لا ولد من بعده يحمل إسمه، فينقطع أثره ونسله بموته.
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان جالسا ذات يوم في صحابته، فغفا إغفاءة ثم تبسم وقال لهم : ” أتدرون ما الكوثر ؟” فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير، وحوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ” رب إنه من أمتي، فيقول : ” ماتدري ما أحدثت بعدك “.