يوم الأحد 19 ماي 2024، نظم منتدى أصيلة رحلة تثقيفية إلى مدينة الرباط، شاركت فيها رفقة مجموعة من أصدقائي. كان الأستاذ مصطفى البعليش هو المشرف على هذه الرحلة ومسيرها إلى جانب الأستاذ عزيز السالمي . كانت الرحلة مليئة بالمغامرات الثقافية والتاريخية، وقد استمتعنا بكل لحظة منها.
كان ملتقانا أمام مكتبة بندر بن سلطان على الساعة السادسة وخمس وأربعون دقيقة.ثم انطلقنا نحو مدينة الرباط، قبل الوصول إليها توقفنا في إحدى محطات الاستراحة حيث تناولنا وجبة الفطور واسترحنا قليلا من تعب السفر.
عند وصولنا إلى المدينة اتجهنا نحو المعرض الدولي للكتاب الشهير. كان المعرض مليئًا بأحدث الإصدارات والكتب المتنوعة التي تلبي جميع الأذواق والاهتمامات. تجولنا بين الأجنحة المختلفة، واطلعنا على العديد من الكتب القيمة. اشتريت شخصياً بعض الكتب التي كنت أبحث عنها منذ فترة، وكذلك فعل أصدقائي.
كان السيد مصطفى دائمًا بجانبنا، يقدم لنا توصياته ونصائحه حول الكتب التي تستحق القراءة.بعد ذلك تناولنا وجبة الغداء داخل مطعم متموقع وسط المدينة، بمجرد دخولك إليه، تستقبلك أجواء دافئة ومريحة بفضل الأضواء الخافتة والألوان الدافئة التي تزين الجدران. تتناثر الطاولات بشكل منظم حول المكان، بينما تتسلل رائحة الطعام الشهي من المطبخ المفتوح لتزيد من شهية الزبائن. الموسيقى الهادئة في الخلفية تضيف إلى الأجواء الراقية جمالا، مما يجعل تناول الغداء هنا تجربة لا تُنسى.
بعد أن انتهينا من ذلك، قررنا التوجه إلى إحدى المعالم التاريخية الشهيرة في الرباط؛ صومعة حسان. كانت هذه الزيارة فرصة رائعة للتعرف على تاريخ المدينة العريق ومشاهدة الفن المعماري الأصيل.
ولإضفاء لمسة فنية على زيارتنا، قرر البعض منا تمثيل مسرحية قصيرة كانوا يتدربون عليها منذ وقت طويل. كان المكان المثالي لذلك هو ساحة المعلمة حيث تجمع الناس لمشاهدة العرض فتذكرت حلقات جامع الفنا الشهيرة. كانت المسرحية بسيطة لكن مليئة بالحماس والرسائل، تفاعل الجمهور معنا بشكل إيجابي، وزاد ذلك من حماسنا وإحساسنا بالإنجاز.
عند عودتنا من الرحلة، عشنا أجواءً مبهجة بفضل الموسيقى الشعبية التي كانت تنبعث من الراديو . ملأت الألحان التراثية أرجاء الحافلة، فتفاعلت معها قلوبنا ورقصت أرواحنا على إيقاعاتها المبهجة. بدأت الابتسامات ترتسم على الوجوه، وانطلق البعض يغني مع الألحان، بينما انشغل آخرون بالتصفيق والضحك. كانت الأجواء تعج بالبهجة والمرح، وتنامى إحساس الانتماء والوحدة بيننا. الموسيقى الشعبية أعادت لنا ذكريات جميلة من التراث، وجعلت الرحلة أكثر حيوية وتسلية. في تلك اللحظات، شعرنا بأننا عائلة واحدة نتشارك الفرح والسرور، وكانت تلك التجربة خاتمة رائعة لرحلتنا.
كانت هذه الرحلة إلى الرباط واحدة من أفضل التجارب التي مررت بها. جمعت بين الثقافة والتاريخ والفن، وكانت فرصة رائعة لتعزيز صداقاتنا وتعلم الكثير من الأمور الجديدة. بالتأكيد ستكون هذه الزيارة ذكرى جميلة لا تُنسى.
- (الثالثة إعدادي)