يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط ما بين 7 يوليوز 2021 و 9 أكتوبر من نفس السنة، معرضا فنيا خاصا بالفنان التشكيلي الفرنسي الراحل “فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا“، والذي يعد أحد رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية في الرسم.
ازداد ” فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا“ بفرنسا في 26 أبريل 1798 وتوفي في 13 غشت 1863، رسم العديد من اللوحات الفنية، سافر إلى إسبانيا وشمال إفريقيا في مهمة ديبلوماسية عام 1832، وقدم إلى المغرب في 25 يناير 1832م، أحب ” ديلاكروا ” المغرب كثيرا، وقضى به مدة ستة أشهر ، استطاع خلالها أن ينتج مائة لوحة عن بلد المغرب ومجتمعه.
تشتهر لوحات ” أوجين ديلاكروا “ المغاربية بصور الخيول العربية، وأشخاص يصارعون حيوانات مفترسة، وبمعارك بين القبائل في الجبال . لم يكن ” أوجين ديلاكروا” رساما فقط، بل أديبا وسياسيا وديبلوماسيا، وقد أنتج أكثر من 850 عملا فنيا على امتداد رحلته الفنية.
في عام 1831 عرض ” أوجين ديلاكروا “ عمله الأكثر شهرة ” الحرية تقود العالم“، وفي يناير 1832م رافق السفير الدبلوماسي ” لوكونت دي مورناي” إلى المغرب في رحلة بحرية إلى طنجة.
إفي 22 مارس من نفس السنة انطلق من طنجة إلى مكناس لمقابلة السلطان مولاي عبد الرحمان. وفي أبريل 1832 عاد ” ديلاكروا “ إلى طنجة، ومن ثم شد الرحال في شهر ماي إلى فرنسا مرورا بجنوب إسبانيا ثم الجزائر.
في عام 1845 عرض ” ديلاكروا “ لوحة ” السلطان مولاي عبد الرحمان” سلطان المغرب خارجا من قصره بمكناس، ومحاطا بحرسه وضباطه الرئيسيين.
وصف ” ديلاكروا “ المغرب وقال عنه قولته الشهيرة : « عند كل خطوة، هناك لوحات جاهزة للرسم يمكنها أن تُشغل عشرين جيلاً من الفنانين ».
خلفت رحلة ” ديلاكروا “ إلى المغرب ذكرى مهمة في تاريخه الفني، فأثر على الرسامين الآخرين واستمر في رسم لوحات مستوحاة من المغرب في ورشته الباريسية، وقام برسم بلاد الحيوانات البرية، والفرسان والأزقة، وفي لوحاته يتم تسليط الضوء على الألوان الزاهية بالظلال والأبيض الساطع للملابس التي يضعها غالبا في قلب إبداعه.