يندرج كتاب ” كأنك هناك “ لمؤلفه الأديب المغربي العربي بنجلون ضمن أدب الرحلة، وهو كتاب صدر في سنة 2018 في طبعته الأولى عن المطبعة السريعة بمدينة القنيطرة.
يضم كتاب ” كأنك هناك “ لمؤلفه العربي بنجلون مجموعة من النصوص الأدبية، جاءت مرتبة كالآتي :
قصتي مع السفر
الدر الثمين في أخبار الصين !
باريس .. قبل نهاية العالم بيوم !
إسطنبول .. أريج الرواية والتاريخ !
عربي في تايلاند !
فستان حبيبتي للمحروسة .. مصر !
خطوات هارون الرشيد في العالم الجديد !
تحفة الزائر لبلاد الجزائر
ابتسم .. أنت في الشارقة !
رحلة حياة وكتابة !
يخبرنا العربي بنجلون في الكتاب بأن الرحلة أو السفر بالنسبة له شوق، وأي شوق، فقد ارتبط السفر في مخيلته بالأشياء الجميلة، كأن من يسافر، يقصد سوقا للتبضع فقط، لكنه عندما كبر، تحولت دلالة الرحلة والسفر عنده إلى التواصل والتعارف والاكتشاف والابتكار، فأصبحت الأشياء الأخرى مجرد كماليات لاتغني ولاتسمن من جوع .
كما يخبرنا أن عشقه للسفر موروث عن والده وجده، إذ كانا مدرسته الحياتية الأولى التي تخرج منها، قبل أن تكون مدرسته الثانية تلك المعرفة التي كونها عن السفر أو الرحلة كما جاء في كتاب ” كأنك هناك”.
وإذا كان النقاد والمنظرون يعتبرون الرحلة ( واقعية) لأن مفهومها يدل على ( الارتحال من بلد إلى آخر) فأخرجوها من حلبة الأجناس الأدبية، فعدها ” دومنيك كومب” مقالة كالسيرة والمذكرة والتقرير، وعدها غيره ( جنسا أدبيا مهملا)، فإنها ظلت بأعين العربي بنجلون مؤلف كتاب ” كأنك هناك” أم الأجناس كلها، لأنها تتوفر على القواعد الفنية الأساسية في الكتابة، وعلى حضور الذات الكاتبة المنكتبة، وموقفها من مشاهداتها، وما توظفه من لغة وتمثيل وانتقاء، وتوصيف وحوار، وراو وشخوص رئيسية وثانوية، ونقطة انطلاق ونهاية مضيئة، وإشراقات ذكية في تجسيد تلك المشاهدات الملتقطة بدقة.
إن الرحلة عند العربي بنجلون هي حركة، تبدد السكون والرتابة،وتحفز على خوض غمار الحياة، حتى أن الإمام الشافعي ربط السفر بالعقل الناضج، ورآه من خصائص الأدب، لأجل ذلك جنحت نفس المؤلف إلى الرحلة فأنجب نصوصا أدبية، وجه بعضها للكبار والبعض الآخر للصغار، وما كتاب ” كأنك هناك” إلا نموذج لتلك الرحلات التي قام بها العربي بنجلون إلى الشرق والغرب.
” كأنك هناك”سفر أدبي ممتع، ورحلة مفيدة غنية بالمعارف والمعلومات، ينقل فيها المؤلف العربي بنجلون القارىء إلى دول وعواصم مختلفة: الصين، باريس، إسطنبول، نيويورك، تايلاند، مصر، الجزائر، الشارقة.. يعرف ببعض الخبايا والأسرار والمميزات في سبيل تنوير العقول وإدخال البهجة إلى الصدور، جاعلا القارىء في انتشاء وكأنه هناك.