بتاريخ 15 ماي 2024، بين الثالثة والنصف والرابعة والنصف مساء، وفي فضاء الكتاب بالمعرض الدولي للكتاب، برسم الدورة 29/2024، كان موعد بعض المهتمين مع جلسة أدبية مميزة، يتعلق الأمر بقراءة ومناقشة كتاب (خمسة وخميسة)، أي خمس مجموعات قصصية في سفر واحد، لمبدعها القاص والباحث الأستاذ الدكتور مصطفى يعلى.
وكانت البداية بتقديم الناقد والباحث الدكتور عبد العالي بوطيب، لقراءة رصينة للكتاب، بدأها بإثارة مجموعة من الصفات الحميدة التي يتمتع بها المبدع والباحث الدكتور مصطفى يعلى، لاسيما وأنه تربطه به علاقة صداقة جيدة. ثم انتقل إلى إثارة بعض الانطباعات التي كان يدركها حتى قبل قراءة قصص الكتاب، لكنه بعد إتمامه لقراءته للكتاب ازداد تأكدا منها. فقد نوه بنشر هذه الأعمال الكاملة، نظرا لما يحققه من تمكين للأجيال الجديدة من الاطلاع على أعمال جيل الرواد.
كما أنه قد أدرك من قراءة المجموعات الخمس وجها آخر لمصطفى يعلى، غير الوجه الإنساني والعلمي المشترك بينهما، ألا وهو وجه المبدع المثابر في صمت. ومن جهة ثانية لاحظ الدكتور عبد العالي بوطيب أن المبدع مصطفى يعلى مثال الكاتب الذي لا يتقاعد، فهو لم يفتر من ممارسة البحث الأكاديمي والإبداع القصصي، بل تضاعف عطاؤه بعد تقاعده. ولم ينس الدكتور بوطيب أن يشير إلى استفادة مصطفى يعلى من البعد المحلي، وكذا من توظيف الوصف توظيفا يذكر بالمشاهد السينمائية.
وقبل أن يتناول القصاص مصطفى يعلى الكلمة، أثار بعض الحاضرين أسئلة حول طبيعة الموضوع، كما فضل بعض أصدقائه وطلبته تقديم شهادة فيه. وقد أثير سؤال عن موقع القصة القصيرة داخل أسرة السرد، ومزاحمة الرواية لها إلى حد اعتبر الكثيرون كتابة القصة القصيرة مجرد جسر لكتابة الرواية، بل واعتبر بعضهم الزمن زمن الرواية. كما تساءل أحد الحاضرين عن البعد المحلي والاستثمار الجمالي للثقافة الشعبية في قصص (خمسة وخميسة).
وفي الأخير أعطي الميكروفون إلى صاحب الكتاب، فقام بتفنيد القول بأفضلية الرواية على القصة القصيرة، معتبرا أن كلا من هذين الجنسين مختلفين ويستقل كل منهما بخصوصيته الجمالية، وإن القول بغير هذا ينبع من الجهل بنظرية كل منهما. وعن مسألة البعدين المحلي والشعبي، ذكر مصطفى يعلى أن الأمر يتعلق بطبيعة التجربة المعالجة، فهي التي تحتم هذين البعدين أو تستبعدهما، فمعالجة قضية في مجتمع شعبي، تختلف لو أن الأمر يتعلق بحي راق.
وأنهى المبدع مصطفى يعلى كلمته بشكره للدكتور عبد العالي بوطيب لما تجشمه من جهد في قراءة نصوص الكتاب، وأيض بشكر كل الحاضرين، لتنتهي الجلسة الممتعة المفيدة بأخذ صور جماعية.