” موسم الهجرة إلى أي مكان “ مجموعة قصصية للباحث والقاص المغربي محمد سعيد الريحاني، صدرت في فبراير عام 2006. يحيل عنوان المجموعة على رواية صارت من كلاسيكيات الأدب العربي ” موسم الهجرة إلى الشمال”.
تحتوي المجموعة القصصية ” موسم الهجرة إلى أي مكان “ على ستة عشر نصا قصصيا قصيرا كتبها محمد سعيد الريحاني ما بين سنة 2003 و 2006، وهي :
طائر الربيع
لكل سماؤه
حفل راقص
الحاءات الثلاث
مدينة الحجاج
فخامة السيد الرئيس الحبيب الحي ديما
تنمية
إخراج تافه لمشهد تافه
شيخوخة
جون جونيه: بين البحر والسجن والمقبرة
الرجل الأرنب
كلاب
يا ذاك الإنسان
الحياة بالأقدمية
كاتب
موسم الهجرة إلى أي مكان
اهتمت نصوص محمد سعيد الريحاني في هذه المجموعة القصصية بالهجرة والتهجير، وقد ركز نص ” طائر الربيع”على عودة الطيور المهاجرة، طيور التبشير بالربيع والخضرة والتغيير، وركز نص ” لكل سماؤه” على إعادة رسم حدود العوالم والسماوات لعيون أطفال حالمة بالانتماء بدل الهجرة.
بينما ركز نص ” حفل راقص” على الفرح حين يصبح فرصة فتكون القاعدة هي الهجرة. أما نص ” الحاءات الثلاث”فاهتم بالقواعد الثلاثة للسعادة والوجود التي بدونها يتيه المرء بين وساوس الهجرة وإكراهات التهجير.
في نص ” مدينة الحجاج بن يوسف الثقفي “ ركز الريحاني على سلطة الإسم الواحد الذي يلغي كل الباقين ولا يترك لهم سوى باب الهجرة مشرعا . وفي نص “فخامة السيد الرئيس الحبيب الحي ديما” احتفى المؤلف بمحترفي السياسة وما يمارسونه من إقصاء وتهجير لباقي الفاعلين.
نص ” تنمية “ تناول فيه المؤلف الحيرة التي لا تقاوم الهجرة من محيط واقعي موغل في السريالية والتي تنتصب ما بين أشكال إدارة الأزمات والشأن العام وصور الحلول في الأذهان.
نص ” إخراج تافه لمشهد تافه” تناول فيه محمد سعيد الريحاني خطاب الإقصاء في الأنشطة الزائفة وصناعة التهجير، وبين أن ذاك الغصن من تلك الشجرة.
نص ” شيخوخة “ أوضح فيه المؤلف أن الهجرة قانون الشباب والاستقرار قانون الشيخوخة، وفي نص ” جون جونيه: بين البحر والسجن والمقبرة” تناول الريحاني زوايا المثلث ( البحر والسجن والمقبرة) المفتوح على بحر الهجرة.
أما نص ” الرجل الأرنب” فركز على الهجرة إلى الأعالي حيث ينتصب خيار جديد بعيدا عن مفاهيم اليمين واليسار. نص ” كلاب “ أشار إلى الجوع الذي يهجر الجميع بشرا وكلابا بحثا عن فتات الخبز.
نص ” يا ذاك الإنسان “ عرض أغان وقصاصات أخبار مبعثرة تدور حول تاريخ الذل والمهانة المرفوض والمطلوب هجره. أما نص ” الحياة بالأقدمية” فعالج قضية تفشي الأمية واعتلاء قدماء الكسالى مواقع القرار في زمن تم فيه تعطيل الكفاءات وتهجير الأدمغة .
نص ” كاتب “ تناول تهجير الكتاب ومحاصرة القراءة، واهتم بالصراع القائم بين قيم التمدن والحضارة وبين شيوع الفكر البدائي الرجعي في أسوإ مراحله.
نص ” موسم الهجرة إلى أي مكان “ هو آخر نص قصصي في المجموعة، وقد اتخذ منه المؤلف العنوان البارز للمجموعة برمتها، مجسدا فيه الرهان الأخير للرحيل بحثا عن بديل أفضل وملاذ آمن بعد الهجرة، وإذا كانت الهجرة فعل لا بد منه فإن محمد سعيد الريحاني بمجموعته القصصية هاته يرى أن الهجرة الحقيقية هي هجرة السلبيات وأي هجرة بنفس القيضات الممكنة على الرقاب لا تساهم في التطهير والتحرر، إنما تبقى عقوبة إضافية للمعاناة التاريخية.