ألف كتاب القصص الشعبي بالمغرب دراسة مورفولوجية الدكتور مصطفى يعلى، وقد صدر سنة 2001 بالمكتبة الأدبية عن شركة النشر والتوزيع – المدارس بالدار البيضاء.
يحتوي كتاب القصص الشعبي بالمغرب دراسة مورفولوجية لمؤلفه الدكتور مصطفى يعلى على عدة أقسام وفصول، يتناول القسم الأول إشكالية القصص الشعبي، ويضم الفصل الأول ثنائية الشعبي / الرسمي، والمصطلح القصصي الشعبي: التعددية والارتباك، ويتطرق للأنواع القصصية الشعبية مساهمة في التحديد المفاهيمي، وللقصص الشعبي: الوحدة والتنوع.
أما القسم الثاني فتناول تشكلات أنواع القصص الشعبي المغربي وتفرع إلى عدة فصول، تحدث الفصل الأول عن تنويعات الحكاية العجيبة، وتطرق الفصل الثاني إلى الحكاية الشعبية وإكراهات الضبط المورفولوجي، بينما الفصل الثالث تناول الحكاية الخرافية: بلاغة التكثيف ومكر المقصد، في حين تعرض الفصل الرابع للحكاية المرحة بين الاستعارة والإضافة.
إلى جانب الخاتمة استعرض الكتاب الهوامش والمصادر والمراجع العربية والأجنبية التي اعتمدها الدكتور مصطفى يعلى في تأليف كتابه القيم.
يقول الدكتور مصطفى يعلى في تقديمه للكتاب: ” يعد القصص الشعبي من أغنى الآداب الشعبية وأقدمها في كل أنحاء العالم كما يقرر دارسو هذه الآداب. فهو مستودع خصائص الشعوب ومجلى تفكيرها ومعتقداتها، مما جعله محط اهتمام علماء النفس، والاجتماع، واللغة، والأنتروبولوجية وغيرهم . كما أنه مبني على أشكال فنية دقيقة ذات عناصر جمالية وقوانين محددة ومضبوطة.”
يفيد الدكتور مصطفى يعلى في تقديمه للكتاب بأن المغاربة ولعوا بالقصص الشعبي تخصيصا ولعا كبيرا، وتوارثوا روايته أبا عن جد، فإلى زمن قريب كان هذا القصص يقوم بدور تربوي ونفسي وفني بالغ الأهمية في جل الأوساط المغربية، وذلك قبل اتساع انتشار وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. وقد لوحظ نتيجة لهذا الولع، مدى ثراء وتنوع التراث القصصي الشعبي بالمغرب إلى درجة أصبح معها يكاد يكون لكل منطقة قصصها الشعبي الذي تعرف به، علما بأنه ينتمي جميعا إلى التراث الشعبي الوطني والقومي والإنساني بكيفية أو أخرى.
عمل الدكتور مصطفى يعلى من خلال هذا الكتاب على لم شتات الكثير من القصص الشعبي المغربي المتفرق، وحدد مفاهيمه، وحصر أنواعه، والاستكشاف المورفولوجي للعناصر التركيبية المتحكمة في تشكله ومستويات أفعال أبطاله، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن بشكل معمق وشامل، ولا يخفى ما في هذه المهمة من قيمة علمية مطلوبة.
اهتدى الدكتور مصطفى يعلى في مؤلفه “القصص الشعبي بالمغرب – دراسة مورفولوجية” إلى عدد هائل من القصص الشعبي المغربي في اللغات الثلاث: العربية، والفرنسية، والإسبانية، علاوة عن الأمازيغية، فكانت له فرصة اختيار النماذج الدالة والاستغناء عما هو مكرر أو مشوه منها، كما نوع نصوص المتون المدروسة تيسيرا لإفادة القارىء المتخصص والمهتم، وخدمة للثقافة المغربية والعربية.