بقلم : أسماء التمالح
يحظى يوم الجمعة عند المسلمين بمكانة خاصة ومتميزة، فهو يوم عطلة رسمية بعدد من الدول العربية الإسلامية، بحيث يشكل لديهمآخر أيام اسبوع، فهو اليوم السابع الذي يأتي بعد يوم الخميس وقبل يوم السبت. يوم ليس كسائر أيام الأسبوع، لذلك عده العلماءخير الأيام وأفضلها. فماذا نعرف عن يوم الجمعة ؟؟
سمي يوم الجمعة في الجاهلية ب : العروبة”، وقيل معناها الرحمة،وفي هذا اليوم طلعت الشمس، وفيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة،فيه خلق آدم عليه السلام،وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة”. رواه مسلم وغيره.
لقد ادخر الله عز وجل يوم الجمعة لأمة الإسلام وخصها به، وأضل عنها اليهود والنصارى، فعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا: ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أضل الله عن يوم الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة”. رواه مسلم.
وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اليهود:” إنهم لايحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على الجمعة التي هذانا الله لها، وضلوا عنها”. راه أحمد.
من مميزات يوم الجمعة وخصائصه التي لاتعد ولا تحصى نذكر:
أنه يوم عيد متكرر:
حرم فيه الصوم منفردا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده”. رواه أحمد في المسند.
أنه يوم موافق ليوم المزيد في الجنة :
وهو اليوم الذي يجمع فيه أهل الجنة في واد أفيح، وينصب لهم منابر من لؤلؤ، ومنابر من ذهب، ومنابر من زبرجد، وياقوت على كثبان المسك، فينطرون إلى ربهم تبارك وتعالى ويتجلى لهم، فيرونه عيانا، ويكون أسرعهم موافاة أعجلهم رواحا إلى المسجد، وأقربهم منه أقربهم من الإمام.
أنه يوم فيه ساعة إجابة :
وعي الساعة التي لايسأل الله عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن في يوم الجمعة لساعة لايوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه”. رواه البخاري ومسلم.
أنه يوم تقرأ فيه سورتا ” ألم تنزيل” و ” هل أتى على الإنسان” في صلاة الفجر :
فقد كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، لما تضمنته هذه السور مما كان وما يكون في يومهما، حيث اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر المعاد وحشر العباد، وذلك يوم الجمعة، كما ما لقراءتهما في هذا اليوم من تذكير للأمة بما كان فيه وما سيكون.
أنه يوم مستحب فيه كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته:
قال صلى الله عليه وسلم في حديث أنس: ” أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة” . رواه البيهقي.
أنه يوم يستحب فيه قراءة سورة الكهف:
عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء بضيء به يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين”.
أنه يوم للأعمال الصالحة فيه مزية على سائر الأيام:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضا، وشهد جنازة، وصام يوما، وراح يوم الجمعة، وأعتق رقبة”. فيوم الجمعة هو يوم مستحب فيه التفرغ للعبادة والتخلي عن الانشغال بالدنيا، وهو في الأيام مثل شهر رمضان في الشهر، وساعة الإجابة فيه يجعلها البعض مثل ليلة القدر في رمضان، وإذا كان الحج ميزان العمر، ورمضان ميزان العام، فيوم الجمعة هو ميزان الأسبوع.
أنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة :
يوم الجمعة هو يوم تخرب فيه الدنيا، ويطوى العالم، ويبعث فيه الناس إلى منازلهم من الجنة والنار . وقد أقسم الله عز وجل به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة”.
صلاة الجمعة :
تبقى صلاة الجمعة أعظم خصائص اليوم، فهي الصلاة التي أكدت فروض الإسلام، وهي أعظم ما جمع المسلمين.