نعم للاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنور الخالد ومفخرة الإنسانية، بكل فخر واعتزاز وسموّ وشموخ نحتفل وندعو للإحتفال كل محبي النبي صلى الله عليه وسلم ممن تربّى على منهاج النبوة، ويرفعون راية الإسلام في شتى المواقف الإنسانية حينما تخاذل المتآمرون والمتاجرون بمصير كثير من الشعوب.
بكل فخر واعتزاز وسمّو وشموخ وفرح وسرور نحتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، كيف لا ؟ والله تعالى يقول في كتابه العزيز: ( وما أرسلناك الّا رحمة للعالمين) ١٠٧ ، سورة الأنبياء. ويقول سبحانه وتعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ٥٨ سورة يونس .
وإذا كان مبعثه صلى الله عليه وسلم ورسالته أنه( رحمة للعالمين) وهو النور الخالد ومفخرة الإنسانية وخاتم الرسل ومنقذ البشرية من غيها وضلالها وانحطاطها وجاهليتها، فكيف لا نحتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول في آية أخرى: (قل بفضل الله* وبرحمته* فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة )، وقد أمر الله تعالى بالفرح بمناسبة الرحمة المهدية محمد صلى الله عليه وسلم.
والى المتشدقين والمنكرين لذكرى الإحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم أقول لهم: تركتم التعليق والنقد لكل الأعياد المعروفة بين الشعوب على اختلاف مللها، من عيد العمال وعيد الأم وعيد الحب وعيد الاستقلال وعيد التحرر وعيد المثلية مما يؤدي إلى صرف المحتفلين بهذه الأعياد عن القصد الأسمى للنهضة بالأمة، وقيادتها إلى النمو الاقتصادي والتعليمي وبناء المجتمعات السليمة السوّية. بل انبريتم لنقد الإحتفال بذكرى المولد النبوي؟؟!!
مواقفكم هذه نابعة من أحد أمرين؛ إما أنّ ثقافتكم محدودة في أفق ضيّق موجّه وجهلكم مستحكم. وإما أنكم وُظّفتم للتشكيك في كثير من أمور الدين التعبدية والتربوية والأخلاقية التي انعدمت أو كادت في كثير من المجتمعات الإسلامية مقابل دريهمات معدودة. الإحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم تذكير بسيرته العطرة من سننه وأخلاقه وجهاده ومآثره علّ وعسى أن نقتدي بشيء منها.
أخيرا لكم آراؤكم ولنا مبادؤنا ونسأله تعالى أن يصلح أحوال الجميع. نعم وألف نعم للاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم لتحسيس الناشئة بعظمته صلى الله عليه وسلم، والقذف في قلوبهم حبّ الله تعالى وحبّ رسوله عليه الصلاة والسلام.