بناء مدينة وجدة
كانت الخلافة الأموية في الأندلس في شبه حرب مع العُبيديين الشيعة في المغرب الأوسط، لذا شجع المنصور بن أبي عامر واليه على جزء من المغرب الأقصى زيري بن عطية لكي يبسط نفوذه على المغرب الأوسط ويطرد العبيديين، لهذا قام زيري ببناء مدينة وجدة واتخذها عاصمة له سنة 384 هجرية.
واستقل بمنطقة نفوذه وأعلن عصيانه على المنصور، ومن وجدة انطلق مطاردا العبيديين، ومن حسن حظه،أن العبيديين قد فتحوا مصر وبنوا مدينة القاهرة، وأعلنوا فيها قيام الخلافة الفاطمية. فصار في العالم الإسلامي ثلاث خلافات : العباسيون في بغداد ، والأمويون في قرطبة، والفاطميون في القاهرة، وهكذا تسلل زيري بن عطية بين الخلافتين : الأموية والفاطمية.
آل زيري Algérie
وبرغم انكسارات زيري بن عطية أمام حملات المنصور، فإنه حكم المغرب الأوسط انطلاقا من عاصمته وجدة، وورثه بعد وفاته ابنه ،ثم حفيده ،ثم أحد أعمام حفيده، إنهم آل زيري ، ولنقف قليلا عند هذا الاسم، فقد كان عندي شبه يقين بأن الفرنسيين عندما احتلوا الجزائر سنة 1830 سمعوا أنها بلد آل زيري، فسموها آل جيري Algérie ، لكن صديقي الأستاذ عبد المالك الزواقي أثبت لي بأن اسم الجزائر كان معروفا قبل القرن التاسع عشر.
الاحتلال الإسپاني لمدينة وهران
ولننتقل من الاحتلال الفرنسي إلى الاحتلال الإسپاني لمدينة وهران سنة 1732 ، ثم تحريرها سنة 1792. وحتى نبقى في وجدة، فإن أكلة ݣاران، أو ݣارانتيتاه انتقلت من وهران إلى وجدة، ذلك أن حصار المجاهدين للإسبان استمر لسنوات، ولما قل الزاد عند الإسپان المحاصرين، اضطروا لطحن حبوب الحمص وصنع أكلة كاران، المختزلة من كارانتيتاه الإسپانية Calientita، وهي تصغير كلمة كالينتي Caliente وتأنيثها، ومعناها الساخنة كوصف للأكلة.
ولاحظت وجود بعض الكلمات الإسپانية في وجدة ،أذكر منها:
التراباندو Contrabando ،وهذه تسللت – غالبا – من مليلية أو الناظور.
اللتشينة ،هي البرتقالة، وسماها الإسپان لتشينة لأنها فاكهة مستوردة من الصين La China .