ككل سنة نعيش إيقاعا زمنيا يدعى “سبعة أيام ديل الباكور “، هي فرحة بموسم صيفي وبفاكهة غنية بالمعادن والبوتاسيوم ولها تأثير على الجسم و والذكاء والذاكرة.
سبعة أيام فيها تحل سلل الباكور الوزاني والعرباوي نسبة إلى عرباوة ناحية القصر الكبير ، دون نسيان مصمودة بوزان ومناطق زرهون وطنجة وأصيلة ، تحل هذه الفاكهة بمدينة أصيلة ، في بداية شهر يونيو من كل سنة ، تمتاز بحجمها الكبير والصغير وبحلاوتها، وهي فاكهة متميزة لا تخرج عن فصلها وكلما سقطت حبة منها من بطون الطيور ولو في الجبال الشاهقة فإنها تنمو هناك ، ولا يمكن خروجها عن الفصل المعتاد .

نعيش على نغمات هذه الفاكهة سبعة أيام وتعقبها فاكهة التين المتنوع الأحجام والألوان. قصة الفاكهتين تختصر في اختفاء الباكور تحت ورقه بحلاوته وعسله و بقاؤه لمدة أسبوعين. أما قصة التين إنه ينتفض على ورقه بارزا على الغصون ، محتميا بحجمه الصغير وألوانه الزاهية ، الرابض بين التربة الرملية والمنحنيات والروابي عشقا في الدفء وهروبا من أشعة الشمس الحارة.
قصتنا مع هذه الفاكهة ابتدأت مع وصية الأجداد يوم كنا أطفالا صغار بين عرسات أصيلة ، ونحن نسمع رواية الأجداد عليكم بالباكور وخبز القمح فهذا غذاء مشبع ، وعلى هديهم ، كنا نمضي أوقاتا بين مزارع أصيلة متسلقين أشجار التين والتوت البلدي ، وكثيرا ما كنا نجني أواني ونبيعها بغية الحصول على نقود من أجل الترفيه عن النفس وباقي النقود الفائضة كنا نسلمها للعائلة.
وكم كانت تكبر فرحتنا لما ننتهي من جني الباكور ، ثم نتأبط خبز القمح والكروم وهو صغير البطيخ ، أخضر اللون ثم نتوجه نحو بحر وتاش والحامة والراس وحفرة الزفت وحجرة هونان بأصيلة ، فنقضي اليوم مبحرين ، على جنبات الصخر المتصدع ، نشوي سمك حلامة والبوري القريرع وغيره من السمك الطافح على وجه الماء ، وتكبر الفرحة مع دسير الباكور والتوت البلدي الأحمر القاني والأسود من العليق وكذا الكروم ، هي فرحة تدوم أياما وأياما في انتظار موسم العنصرة وموسم الكبال ( التركية أو الذرة) ، هي طقوس ووجبات الأجداد التي كانت تمنحنا القوة والبهجة والجمال ، ما أحوجنا إلى طقوس سبعة أيام باكور.