بعد الشريط المرسوم ” عمى الألوان “ أنتج فنان الأشرطة المرسومة زكرياء التمالح قصة مصورة جديدة عنونها ب ” روح بيضاء”، وهي قصة تعالج جانبا من الحياة المظلمة لفئات اجتماعية تعيش على الهامش، لا يهتم لشأنها أحد ولا تحظى باهتمام الجهات المسؤولة بهدف انتشالها من براثن البؤس الذي يحاصرها من كل الجوانب.
” روح بيضاء” قصة تناقش تطابق الموت والحياة بعيون أناس اتخذوا المقبرة مكانا آمنا ينعمون فيه بالحياة، ويقتاتون بداخله من الجنائز المشيعة التي تنتهي مواكبها بتوزيع الصدقات على الميت ترحما عليه وإسعادا له في قبره، هذه الصدقات التي تنعش حياة هؤلاء البائسين الذين لا يعرفون للحياة معنى خارج أسوار المقبرة، فيسارعون إلى إنفاق ما حصلوا عليه من أموال على شراء قنينات خمر أو قطع من ( الحشيش) بغية الانتقال من واقعهم الكئيب إلى واقع آخر يوهمهم بالسعادة والفرح والانتشاء، وينسيهم مرارة العيش البعيد كليا عن حفظ الكرامة الإنسانية.
” وايت سبيريت” أو ” روح بيضاء “ بالعربية الفصيحة، لعب فيها شخصية البطل طفل وجد في القبر ملاذه وفوق جثة الميت حياته، ودونما احترام لحرمة المكان وتوفر أياد تنتشله من عالمه الغريب كان يقضي هناك جل وقته، لأن الحياة بالخارج لفظته، فاضطر لمعانقة حياة أخرى مخالفة للحياة الطبيعية، حياة تقوم على قدوم جثث الموتى للمقابر حيث بقدومها تمنح لشخصه الحياة، وبموت الآخرين يحيا هو وإن كانت حياته لا تشبه أبدا حياة كافة الناس.
” روح بيضاء “ هي روح فارغة من الحياة، نبضات قلبها لايسمعها إلا من انفرد بحس إنساني يسع الجميع، ويا ليت لها موعدا مع الحياة !!