استضافت إذاعة طنجة الجهوية يوم الأربعاء 7 نونبر 2012 على الساعة الحادية عشرة صباحا، وعبر برنامج ” ضيف و كتاب”، الأديب والناقد أبو الخير الناصري صاحب كتاب ” لا أعبد ما تعبدون”، بمشاركة الباحث والشاعر ” عبد الرزاق اسطيطو ” .
وقد شدد الأديب الباحث أبو الخير الناصري في بداية هذا اللقاء الإذاعي على أهمية الصدق في الكتابة قائلا : ” إن الكاتب إما أن يكون صادقا وإما ألا يكون “، معتبرا كتابه دعوة مفتوحة لغيره من الكتاب والنقاد لاتخاذ خطوة مماثلة، قصد تخليص المشهد الثقافي والنقدي مما صار يعرفه من مجاملة ومداهنة وابتعاد عن قول الحقيقة.
وحول سؤال عن “وظيفة التشبيه في رواد المجهول”، أشار المؤلف الى أن التشبيه في هذه القصة يساهم في خدمة المعنى، ويبتعد بالنص القصصي عن الخطاب التحريضي المباشر، مفيدا أن مجموعة “قصص من المغرب” للكاتب الراحل أحمد عبد السلام البقالي خاضت في موضوع النضال بفنية وجمالية عالية، بعيدا عما ساد زمن صدورها من نصوص قصصية هيمنت عليها النزعة التحريضية المباشرة .
وفي جوابه عن سؤال المذيع حول “صورة المرأة في حكايات رمضانية” و ” الجنس بوصفه انتقاما”،وهما دراستان من الدراسات التي تضمنها “لا أعبد ما تعبدون”، أشار الناقد الى أن من القضايا التي شغلته في هذا الكتاب، خلخلة الصورة النمطية الشائعة عن المرأة في الثقافة العربية، وهي صورة المرأة باعتبارها جسدا يشتهى أو ينتقم منه، أوباعتبارها كائنا من صفاته المكر والخديعة والغش وممارسة السحر …
وفي تعليق الأديب الناقد على أبيات شعرية استحضرها المذيع من ديوان ” سنابل وأعاصير ” للشاعر مصطفى الطريبق، ذكر أبو الخير الناصري أن احتفاءه بالديوان المذكور يصدر عن كونه ديوانا يقدم مفهوما تصحيحيا لشعر المديح، خلافا لما عرف عن القصيدة المادحة من كونها ساهمت في صناعة الطواغيت، وفي تحويل الخطاب الثقافي العربي الى خطاب كاذب ومنافق، كما بين ذلك الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغدامي في كتابه )النقد الثقافي( .
أما الكتاب والشاعر عبد الرزاق اسطيطو فقد أنار عددا من القضايا المتعلقة بالكتاب ، وكان من أبرز هذه القضايا التي أثارها اعتباره كتاب ” لا أعبد ما تعبدون” معركة يخوضها الناقد ضد بعض أشكال القبح التي سادت المشهد النقدي المغربي، مشيدا في هذا الجانب بشجاعة المؤلف وقدرته على تناول مؤلفات عديدة ومعتبرا مقالاته شكلا من أشكال التضحية التي دفعت المؤلف إليها رغبته وإيمانه العميق بضرورة تحطيم الأوثان المتمثلة في الدروس والمقالات والكتابات النقدية التي تنشر حاليا.
كما أشاد الأستاذ عبد الرزاق اسطيطو بدراسات الكتاب لما تعكسه من ثراء معرفي وأدبي وفني، وبعد عن الاستعراض المعرفي بالمناهج، وعن التعالي النرجسي أثناء تناوله للموضوعات نقديا..