أكبر دار للدباغة بشمال المملكة المغربية
الــــمـــــوقــــــع :
تقع معلمة دار الدباغ بحي باب الواد جنوب المدينة العتيقة بالقصر الكبير، تحديدا بالقرب من نهر لكوس، وقد تقلصت مساحتها عبر السنين، حيث أصبحت اليوم لاتتجاوز 6000 متر مربع، يجهل تاريخ بنائها بالتدقيق، غير أن المؤكد هو أنها كانت موجودة في عهد المرينيين، إذ أشير إلى جلودها في حوليات أصيلا للبرتغالي ” برناردو رودريكس” ( Bernardo Rodrigues).
خلال القرن التاسع عشر، كانت صوف وجلود القصر الكبير تصدر إلى أوروبا عبر ميناء طنجة.
دار الـــدبــــاغــة الأســـطـــورة والـــذاكــــرة :
تعتبر دار الدباغة من أهم المعالم التراثية بالقصر الكبير، والتي لعبت دورا مهما عبر العصور على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي، كما أن للمكان رمزية تاريخية وأسطورية مهمة، وهو يضم مزارات نسجت حولها حكايات وأساطير أصبحت جزءا من الثقافة الشعبية المحلية، فاختلطت فيها الأسطورة بالحقيقة، مضفية عليها هالة من الغموض ، كمثال على ذلك ” سيدي شمهروش” ( ملك الجن )، ومزار صومعة البنات التي لها قيمة تراثية ومكانة متميزة عند الساكنة .
أهــمــيــة الــمــعــلــمــة ( دار الــدبـــاغ ) :
لدار الدباغة أهمية كبرى في كونها محددا ومؤثرا للكثير من الحرف داخل وخارج المدينة منذ القدم، وخصوصا الأنشطة المتعلقة بتجارة الصوف والجلد والصناعات التقليدية المرتبطة بهاتين المادتين الإستراتيجيتين.
ساهمت دار الدباغة بالقصر الكبير عبر العصور، في تطوير صناعة المنسوجات التي اشتهرت بها المدينة، مثل : ” الحايك”، والجلابيب والمناديل الصوفية.
كما تميزت هذه المعلمة بإنتاج وصناعة جلود الغنم والبقر والماعزذات الجودة العالية، كثيرا ما عرضت في معارض الصناعة التقليدية المغربية، وزودت الأسواق الوطنية ( فاس، الدار البيضاء، تطوان، شفشاون …)، وكانت تصدر بعض الأنواع من الجلود إلى خارج الوطن.
طــــريــــقـــة الإنـــتـــــاج :
تتم دباغة الجلود بطريقة تقليدية، بفضل صناعها الذين حافظوا على مهاراتهم في صنع أحسن الدلود، معتمدين في ذلك على مواد طبيعية مثل : زغ الحمام، والجير ، والملح، والنخالة، ولحاء شجرة ميموزا ” مرموزا”، قشور الرمان.
تمر الجلود عبر عدة مراحل في حفر وأحواض( المجاير والقصريات)، وتستخدم منتوجاتها الجلدية في صناعة ” البلاغي”و ” السروج”، وأدوات الحصاد والحقائب، والجرب والمقاعد الجلدية …
إنـــشـــاء الـــتــعـــاونـــيـــة :
كان صناعها وعمالها في مقدمة المساندين للحركة الوطنية . وفي بداية الإستقلال: حصلت التعاونية، التي كانت قائمة منذ سنة 1957، على ترخيص التأسيس بمرسوم رقم 2.62.274 بتاريخ 11يونيو 1962( الجريدة الرسمية عدد 2591، يونيو 1962 ص. 1483)، تحت إسم الشركة التعاونية التقليدية لدباغي القصر الكبير .
La société Coopérative Artisanale des Tanneurs de Ksar El-Kébir
وفي السنوات الأخيرة، عرفت دار الدباغة إصلاحات مهمة من طرف المجلس البلدي وحكومة الأندلس Junta de Andalucia.
عن الباحث الأستاذ محمد أخريف ( بتصرف)
جمعية مدينتي للتنمية والتعاون
تعاونية الصناعة التقليدية للدباغة
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.