على إثر رحيل فقيد الحياة الأدبية والسياسية والفكرية الأستاذ عبد الكريم غلاب تغمده الله بواسع رحمته، يوم الإثنين 14 غشت 2017، أجرت إذاعة صوت العرب بالعاصمة المصرية القاهرة، لقاء حواريا عبر الهاتف مع الأستاذ الدكتور مصطفى يعلى، للحديث عن هذه القامة الإبداعية التي ودعها الوطن العربي عموما والمغرب خصوصا، عن عمر يناهز 98 سنة.
عبد الكريم غلاب وروايتيه ” دفنا الماضي” و ” المعلم علي” :
يقول الدكتور مصطفى يعلى : ” يعتبر عبد الكريم غلاب من مؤسسي الرواية العربية في المغرب خصوصا، ابتداء من نشر روايته الشهيرة ” دفنا الماضي” ثم ” المعلم علي”. بالنسبة ل ” دفنا الماضي” ، أهم ما فيها البعد المحلي، وتناولها للحياة المغربية العريقة، بينما ” المعلم علي” هي رواية تناول فيها الطبقة العمالية في مدينة فاس، طبعا طبقة تقليدية وما عانته خلال فترة الإستعمار وبداية الإستقلال.
أهم مالوحظ في ” دفنا الماضي” بالخصوص، هي كونها رواية تناولت مجموعة من المشاهد الإجتماعية والثقافية التي كانت تعيشها فاس خاصة والمغرب عامة، نجد فيها بصمات للروائي العملاق نجيب محفوظ خصوصا ” زقاق المدق”، و “القاهرة الجديدة” وغيرها من روايات نجيب محفوظ الأولى.
عبد الكريم غلاب علامة ثقافية و سياسية و إعلامية لايمكن تجاوزها :
يتابع الدكتور مصطفى يعلى حديثه قائلا: ” عبد الكريم غلاب وكما قلت في رثائي له على الفيس بوك، وكأنه عاش أعمارا، كان نشيطا في مختلف الأوجه الثقافية والسياسية والإعلامية والنقابية والحزبية عمرا بأكمله، منذ أن كان طالبا في جامعة القاهرة، جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، إلى أن عاد إلى المغرب، حيث عاش إلى أن توفي، وقد كان عبد الكريم غلاب علامة ثقافية وسياسية وإعلامية لايمكن تجاوزها، فالرجل قدم الكثير والكثير، خصوصا للفكر الملتزم والحزبي، له مجموعة من الكتب الفكرية في الأدب وفي السياسة والإعلام، وفي تاريخ المغرب وغيره.
الرجل كان فعلا ذا صبغة موسوعية تقريبا، له باع طويل في مختلف الأنشطة الثقافية والسياسية والإبداعية عموما.
عبد الكريم غلاب ورئاسة اتحاد كتاب المغرب في السبعينات:
يحكي الدكتور مصطفى يعلى ويقول : ” عايشت عبد الكريم غلاب باتحاد كتاب المغرب، عندما كان هو رئيسا له، كنت ألاحظ أنه رجل متواضع، ملتزم وله إحساس بالمسؤولية اتجاه الفعل الثقافي بشكل رائع .. للرجل جدارته، ونشاطه العملي تطبيقي، ماكان يجلس بمكتبه ويعطي الأوامر، كان يشارك وينزل إلى الواقع، وقد شاهدته مرارا في مؤتمرات ولقاءات ثقافية لاتحاد كتاب المغرب.
جوائز عبد الكريم غلاب رحمه الله:
يواصل الدكتور مصطفى يعلى حديثه عن الراحل عبد الكريم غلاب ويقول : ” عبد الكريم غلاب فاز بثلاث جوائز متتالية عن رواياته الثلاث:” دفنا الماضي” سنة 1968، و ” المعلم علي” سنة 1974، و ” شروخ في المرايا ” 1994، وكانت الجوائز الممنوحة له مستحقة، يشهد الجميع ل ” دفنا الماضي” و ” المعلم علي” على وجه الخصوص أنهما روايتان سجلتا مستويات إبداعية وفنية رائعة، فالروايتان تعتبران من الروايات الرائدة في المغرب، لأن الرواية الحقيقية المغربية بدأت مع بداية الستينات، وبالضبط مع ” دفنا الماضي”، وبدون مجاملة وبكل موضوعية، عبد الكريم غلاب يستحق تلك الجوائز.
” دفنا الماضي” بالنسبة للمغرب، درست في عدد من المؤسسات التعليمية، تُرجمت، أُجريت حولها العديد من الدراسات، وكذلك أعمال المرحوم الأخرى، حتى على مستوى دكتوراه الدولة، فقد أنجز أساتذة جامعيون رسائل حول أعماله، وخصوصا ” دفنا الماضي” و ” المعلم علي” .
عبد الكريم غلاب ومجلة آفاق:
يقول الدكتور مصطفى يعلى: ” ترأس الفقيد مجلة آفاق، وقد كانت مجلة مفتوحة لكل الأعضاء، وكانت تحافظ على مواعيد صدورها ليس كما نعيش اليوم، ومن أحسن مافيها أنها كانت تنشر ملفات حول اللقاءات الثقافية التي كان ينظمها اتحاد كتاب المغرب”.