يدعى المسلم في رمضان إلى الصيام لعله يتقي الله تعالى.يقول الحق سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). هي دعوة إلهية إلى الصوم لعلنا نرتقي مدارج الصلاح.
كيف السبيل إلى الصلاح؟
1/ الصوم إمساك عن شهوة البطن وشهوة الفرج ساعاتٍ من اليوم. هذا الإمساك تربية للمسلم على أن يملك زمام نفسه، ويتوقف عن الاستجابة السريعة لمطالبها ورغابها. الإمساك تربية على الوقوف عند حدود الله والامتناع عن المحرمات (وإن يكن التحريم هنا مؤقتا).
الصوم إذاً تدريب على التحرر من سيطرة النفس الأمارة بالشهوات(شهوة البطن وشهوة الفرج).
2/ الصوم كذلك تدريب على التحرر من سيطرة النفس الأمارة بالغضب والقلق.
“اللهم إني صائم”: بهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمَ الصائمَ أن يردَّ على من شتمه أو قاتله.
“اللهم إني صائم”: دعوة لكف النفس عن الانسياق مع الهوى الشيطاني الداعي إلى السب والشتم والقتال.
“اللهم إني صائم” تعادل في معناها ومغزاها القول النبوي الشريف “لا تغضب”.
3/ الصوم إذاً تدريب على ترويض قوة الشهوة وقوة الغضب والتحكم فيهما. وهما قوتان توديان بالمرء وتقودانه إلى الهلاك لو أنهما جمحتا بصاحبهما وفقد السيطرة عليهما.
المطلوب والمرغوب أن يولي رمضان وقد ملك المسلمُ نفسَه، واستعاد أخْذَ زمامها، وكفها عما لا يرضى عنه الله ورسوله، وأن يحافظ على هذه الحال بعد رمضان ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
أسأل الله تعالى أن يصلح نفوسنا، ويُقْدِرنا على امتلاك زمامها، ويهدينا الصراط المستقيم. اللهم آمين.