يعود أصل الإذاعة أو الراديو إلى الكلمة اللاتينية (راديوس)، وهي وسيلة إعلام مسموعة، تبث الموجات الكهرومغناطيسية مع تضمين الموجات الصوتية عبر الغلاف الجوي على هيئة دوائر، وقد عرفت نشأة الإذاعة في العالم باستخدام الموجة القصيرة، والتي يرجع اكتشافها إلى عدة علماء، أبرزهم: “ماكس ويل”(وهو الذي أثبت وجود الكهرومغناطيسية أو موجات الراديو في سنة 1867)، و”هنري جاكسون”، والإيطالي “غوليلمو ماركوني”، و” طوماس أديسون”، في حين كان أول من قام بأبحاث الراديو، وأول من أجرى تجارب على الموجة القصيرة، هو عالم الطبيعة الألماني “هاينريش هيرتز”.
ظهرت أولى المحطات الإذاعية في أمريكا سنة 1920، حيث كانت تبث برامج منتظمة تدوم طوال اليوم، فتلتها محطات أخرى في أوربا والعالم، كانت أغلبها محطات إذاعية تابعة لأصحاب المعامل المختصة في صنع أجهزة الاستقبال، ويعود الفضل في اختراع الراديو للفيزيائي الإيطالي ” غوليلمو ماركوني” في عام 1896.
انطلق في سنة 1906 بث برامج أول إذاعة، وفي سنة 1939 بدأ البث باستخدام أمواج التضمين الترددي (FM) على يد إدوين هوارد أرمسترونج. هذا، وتتميز الإذاعة كوسيلة إعلامية بعدة خصائص، أولها أن المستمع يمكنه القيام بعدة أنشطة أثناء سماعه للراديو، حيث لا يحتاج لجهد وعناء، مثلما هو الحال عند مشاهدة التلفزة أو قراءة صحيفة.
إن للراديو دور مهم في تحرير خيال المستمع وإطلاقه بكل حرية، إنه وسيلة متاحة للمستمعين الأميين الذين لايعرفون القراءة والكتابة، وهو فرصتهم في الحصول على المعرفة والثقافة ومتابعة الأحداث والأخبار وعموم الأنشطة التي تنظم داخل الوطن وخارجه.
يطلق أساتذة وخبراء الإعلام والاتصال على الراديو لقب ” الوسيلة العمياء”(Blind Medium)، فهو الوسيلة الوحيدة غير المرئية بين جميع وسائل الإعلام، والذي لايكلف المرء سوى استخدام حاسة السمع فقط،بينما ترتاح باقي الحواس وتنصرف لأداء وظائفها الأخرى .
تنبهت العديد من الحكومات في مختلف دول العالم إلى أن الراديو وسيلة لإثارة المشاعر الشعبية الجارفة، خصوصا في الحروب والأزمات، حيث يسعى لتعبئة الرأي العام بالأغاني الوطنية والتعليقات السياسية الساخنة، ونشرات الأخبار والأناشيد الحماسية، وهو بذلك يشكل فنا عاطفيا وجدانيا.
تنشأ بين الراديو ومستمعيه علاقة صداقة، ويخلق بينهما جو من الألفة، حتى أن المستمع دائم التوقع بأنه ينصت لما هو صادق وأمين وواقعي، وبأنه يستمع لبرامج حية فورية وهي في الأصل قد تكون مسجلة على شرائط.
حجم الراديو صغير، وحمله سهل، ونقله من مكان لآخر متيسر، لايشغل مساحة كبيرة، ويؤدي دوره بكفاءة عالية دون أن يحقق أي متاعب للمستمع.
يقول خبراء الإعلام أن الراديو يساعد على تحقيق السمة الشخصية في العملية البيعية، ويتم ذلك من خلال استعمال كلمات من قبيل: سيدي .. سيدتي.. عزيزي المستمع، حيث يضفي الصوت هنا نوعا من الحيوية، يشعر المستمع عبرها أن الرسالة الإعلانية موجهة إليه بشكل خاص وبصورة شخصية فيقتنع بها، وبذلك يمكن الوصول إلى المستمع في أي مكان وبأسرع وقت.