مدونة أسماء التمالح
صدر مؤخرا عن مطبعة الكرامة بالرباط، في طبعة أولى ( يناير 2020)، وعن الناشر شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، مؤلف جماعي جديد يحمل عنوان : ” فتنة القص، دراسات في الإبداع القصصي لمصطفى يعلى”، شارك فيه : محمد خيوط، أبو الوفاء البقالي، حسين أوعسري، محمد ازعيزاع، فؤاد صابر، عادل القريب.
نعرض فيما يلي ملخصا عاما عن الكتاب .
ملخص الكتاب :
تحاول هذه الدراسات الوقوف عند المشروع القصصي للمبدع مصطفى يعلى، وهو مشروع يتميز بالغنى والتنوع، فضلا عن القيمة الفنية والجمالية التي ينماز بها ، وهو الأمر الذي حفزنا للوقوف عند هذه التجربة القصصية قصد الإحاطة بها، وتقديم نظرة شمولية حولها، وهو مطمح يأتي من كوننا نرى أن هذه التجربة الإبداعية لم يسلط الضوء عليها بما يكفي، وحتى عندما تروم بعض الدراسات الاحتفاء بهذا المنجز، غالبا ما تغفل بعض الأعمال، ولذا تبقى الميزة الرئيسة لهذه الدراسات المقدمة في هذا الكتاب، هي أنها تشمل كل المجاميع القصصية التي أصدرها القاص لحدود اليوم، وإن كانت لا تدعي لنفسها الكمال، وأحادية الفهم، وإنما هي أبحاث شاغلها الأساس الإسهام في إلقاء الضوء أكثر على تجربة المبدع مصطفى يعلى.

الذكتور مصطفى يعلى
وهكذا حاول عادل القريب في دراسته الموسومة ب “أنياب طويلة في وجه المدينة: المرجع، البطل، اللغة” الاحتفاء ببعض المكونات البنائية التي من خلالها كشف عن طبيعة الصراعات التي تعج بها المجموعة القصصية، وتعمل من خلالها على تفكيك أنساق كليانية تصادر الحق في المبادرة أو الرغبة في كل تحرر وانعتاق، مشيدا في الآن ذاته بقدرة الكاتب الخلاقة في صوغ عالمه القصصي.

أنياب طويلة في وجه المدينة
بينما تتبع فؤاد صابر كيفية اشتغال المتخيل الشعبي في المجموعة القصصية “دائرة الكسوف” مبرزا كيف يسهم استدعاء التراث في تفكيك جملة من الأنساق المعرفية المتجذرة في مجتمعنا، فضلا عن ما يكشفه هذا الاستثمار من أبعاد دلالية عميقة وخصائص فنية وجمالية مائزة.

دائرة الكسوف
أما محمد خيوط فقد انشغل بإبراز أسلوب الكتابة لدى القاص مصطفى يعلى، من خلال دراسته الموسومة ب“لحظة الصفر: ما قبل القصة…وما بعدها”، وذلك بعرض وتحليل بعض التقنيات السردية الموظفة في القص، والتي ظلت من منظور الباحث هامة جدا في إثراء المستوى الفني للمجموعة القصصية، وتعبر بذلك عن رؤية إبداعية متميزة تستثمر كل الإمكانات الأسلوبية للتعبير عن فوضى الحياة وواقعها المتأزم.

لحظة الصفر
ونظرا للانشغال الكبير للكاتب مصطفى يعلى بتجويد لغته القصصية، وإخراجها في أفضل حللها، تتبع محمد ازعيزاع هذه المسألة مستحضرا بذلك أهم التمظهرات اللغوية في مجموعة “شرخ كالعنكبوت”، وحجم تمركزها في نسيج هذا العمل، وذلك بتسليط الضوء على ما تحبل به من حمولات ومرجعيات متدثرة بأبعاد ودلالات هامة. ناهيك عن الاهتمام الكبير باللغة العامية بمختلف مستوياتها ووظائفها، إيمانا من الباحث بدورها في مد النص بأبعاد فنية وتأويلية عميقة.

شرخ كالعنكبوت
وفي سياق الاحتفاء بالمجموعة القصصية نفسها “شرخ كالعنكبوت” سعى أبو الوفاء البقالي إلى الاسترشاد بمفهوم التناص محاولا إبراز أهم التعالقات النصية التي حققها هذا العمل القصصي، وهو ينفتح على التراث العربي بمختلف تلويناته، وكذا الخطاب الديني، مؤكدا من خلال ذلك على مدى ارتباط القاص بتراثه الثقافي والديني، وهو ارتباط ساهم في إغناء المجموعة القصصية والعبور بها نحو أفاق جمالية وتخييلية متميزة.
أما دراسة حسين أوعسري فقد استوحت تصورات المنهج السيميائي، من خلال التركيز على تجليات العلامة في المجموعة القصصية “رماد بطعم الحداد” وذلك باستجلاء أنواعها الثلاثة: العلامة اللسانية، والعلامة شبه اللسانية، ثم العلامة المرئية، ومحاولة رصد أدوارها داخل المتن المدروس، مشددا في الآن نفسه على قيمة هذه الأنماط في فك مغاليق النص وبلوغ أنساغه.

رماد بطعم الحداد