عاشت مدينة أصيلا المغربية الدورة 41 من موسمها الثقافي الدولي الذي ينظم سنويا، والذي تميز بتنوع فقراته بين ما هو فني وثقافي وفكري وإبداعي، فمدينة أصيلا كما صرح الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة السيد محمد بنعيسى، هي مدينة مؤسسة للفعل الثقافي النوعي من حيث الأهداف والغايات، وهي تسعى لتوظيف الإبداع بواسطة توفير أرضية للتعارف، ولتبادل الخبرات والتجارب على المستوى العالمي.فالتنمية المحلية كما يقول بنعيسى تحتاج إلى توظيف العمل الثقافي، لما له من دور فعال في تغيير الأوضاع الإجتماعية والثقافية، ولعله الأمر الملموس لدى من عرفوا أصيلة في الماضي والحاضر.
جوانب من فضاءات الموسم الثقافي الأصيلي
عرف المهرجان تنظيم عدة ورشات للصباغة والجداريات، كما عرف افتتاح جامعة المعتمد بن عباد الصيفية التي باتت تشبه في هيكلتها الثقافية مركزا للأبحاث والدراسات، بحيث شهدت في إطار دورتها ال 34 لهذه السنة – وضمن موسم أصيلا – مجموعة من الإجتماعات وسلسلة من اللقاءات العلمية والندوات الفكرية والإبداعية، نذكر منها: ” العبء غير المحتمل للديمقراطية، أي طريق إلى الخلاص؟”، و ” التنمية المستدامة والإكراهات في بلدان نصف الكرة الجنوبي”، و ” التماسك الإجتماعي والتنوع في أنظمة التعليم العربية”، و ” الشعر العربي في سياق مشهد ثقافي متحول” و” الإبداع الإفريقي في إفريقيا وفي المهجر”.
موسم أصيلا والفن
حضر بموسم أصيلا الثقافي ثلة من الفنانين التشكيلييين والنحاتين من أبناء المغرب وخارجه، فقد شارك من دول العالم كل من : تونس وفرنسا والعراق والبحرين والسعودية وغانا وساحل العاج وإسبانيا واليابان والأرجنتين وإيطاليا ..
محترف ” أيقظ خيالك “
هو محترف رائع موجه للأطفال على وجه الخصوص ومنهم إلى الكبار، وذلك من أجل الإبداع في مجالات مختلفة : مسرح، شعر، قصة، عمود صحفي ساخر .. إلخ، وهو كما قال عنه الشاعر أحمد العمراوي (الذي يسهر على رعايته) اختصار لمفهوم ومقولة ” أن بداخل كل واحد منا شاعر أو مبدع يلزم إيقاظه “.
فإيقاظ الخيال حسب العمراوي أصبح أمرا لازما، ومعني به الطفل والكبير والمسن، فنحن بحاجة إلى إيقاظ الشعلة التي بالداخل، إذ لا يمكن أن يكون بالإنسان طاقة ولا يكون مبدعا، فالايقاظ يكون بطرق مختلفة، والأطفال لهم طاقة كبيرة جدا، وقد كشفت الكثير من التجارب عن وجود طاقة كبيرة مخفية عندهم، خصوصا أولئك الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
يتابع العمراوي حديثه ويقول : ” لدينا كفاءات متعددة، والكثير من المبدعين يشتغلون في أكثر من حقل، وإني هنا أدعو المدرسين إلى تغيير رؤيتهم للتلاميذ، فحوالي 76 تلميذا يأتون من المدرسة العمومية يبدعون.
أكيد أن العصر الحالي يقتضي ايقاظ الرومانسية بالإبداع، فإيقاظ الخيال هو المعالج لطغيان المادة والآلة المتطورة، ومخاطبة الروح لا بد منها، وما أحوجنا لعودة الرومانسية وكلام نزار قباني وغيره، فكما يقول فرويد : ” آخر إنسان سيموت هو الشاعر” رغم أن الطاغي هو الجانب المادي الآلي.