رمقتني بعيونها الساحرة من بعيد، تبادلنا النظرات، خفت أن تخالني من الأعداء، وتنتقل من حالة الهدوء التي تلبسها إلى حالة الإنفعال، ومن ثم تصفعني بزوابعها، ارتبكت خطواتي قبل أن أتقدم للأمام نحوها، وجدتها تلوح إلي بيديها الكريمتين متسائلة :
– من أين القدوم ؟؟
قـــلــــت : من الشمال .
قــالـــــت: مرحى بأهل الشمال مرحى . من أين بالتحديد ؟
قــلـــت : من أقدم حاضرة في المــغــرب.
بحماس وترحاب كبير ردت :
– بوركت أرض أنجبت ولا زالت تنجب، سلام لقصر كبير جاء يمد يديه واصلا، قطع الأميال وطوى المسافات ليراني.
قــــلـــــت : فداك أرواحنا ودماءنا يا صحراء بلادنا الحبيبة، تستحقين كل تعب وعناء.