بعد التحية والسلام ؛ أبعث إليكم برسالتي هذه وأنا أستحضر مقالا كتبته منذ شهر ونشرته تحت عنوان: “هل هو آخر مسمار يدق في نعش التعليم الأصيل بمدينة القصر الكبير ؟”
كان ذلك سيدي المدير الإقليمي عقب الإعلان عن نتائج الباكالوريا للدورة العادية ـ يونيو 2024، عبرت فيه عن خيبة أمل مريرة وأنا أراقب احتضار مسلك التعليم الأصيل وأفول نجمه الذي ظل ساطعا متوهجا عقودا من الزمن يواصل أداء رسالته العرفانية ونشر العلوم الشرعية ومضامينها القيمة الخالدة رغم محدودية وسائله وإعراض بعض الجهات الإدارية عنه.
لقد كنت دوما أحسب أن التعليم الأصيل في مدينة القصر الكبير يشكل جزءا من هويتها الحضارية وخصوصيتها الثقافية، كما كنت أرى فيه أداة لحفظ ذاكرة المدينة لتواصل أدوارها الطلائعية المعهودة عبر مسلك التعليم الأصيل رغم قلة رواده من المتعلمين،
لذلك طرقت ومعي آخرون أبوابا لعلي أجد فيها عونا وسندا يعيننا على ” إنقاد ما يمكن إنقاده”، والحقيقة أننا لمسنا فيكم وفي كل الأطر التي تشتغل معكم في المديرية؛ عزما صادقا ورغبة أكيدة في إنقاذ المسلك من ” إبادة ” وشيكة ليواصل إشعاعه، فكان الاجتماع المبارك المنعقد قبل سنتين بمقر مكتبكم العامر، وفيه وضعنا تصورا أوليا يخرج مسلك التعليم الأصيل بمدينة القصر الكبير من وضع مأزوم ، وكنا يومها قاب قوسين أو أدنى من التوصل لحل قد يزيد في عمر هذا التخصص، لكن للأسف لم نتوفق في مسعانا، رغم أننا في اللجنة المنبثقة عن الاجتماع المذكور قصدنا كل المؤسسات الإعدادية بالقصر الكبير من غير أن نلمس تجاوبا كافيا.
سيدي المدير الإقليمي المحترم، كنا نحتاج من سيادتكم قرارا إداريا قويا وواضحا يدعم خطواتنا، ويُيَسِّر مهمة السادة أطر التوجيه والتخطيط ليتمكنوا من وضع آليات مناسبة تتيح للمتعلمين الاطلاع على مزايا مسلك التعليم الأصيل وحفزهم على تحديد رغباتهم وفق طبيعة نتائجهم الدراسية كما هو الأمر بالنسبة لباقي المسالك والخيارات الأخرى( مهني، دولي، خدماتي…)
سيدي المدير الإقليمي المحترم ونحن نوجه إليكم هذا الخطاب فقد وجب أن نذكر بما يلي:
• مسلك التعليم الأصيل بمدينة القصر الكبير يشكل علامة بارزة على الخصوصية الحضارية والثقافية المميزة للملكة المغربية الشريفة من حيث تعزيزه للثوابت الدينية والوطنية والحضارية للمغرب فضلا إسهامه القوي في حفظ الريادة الروحية والاشعاع الديني للمغرب، خاصة بمنطقة الشمال الغربي.
• حق المتعلم في حرص الإدارة الوصية على ضمان تنوع العرض التربوي وتيسير سبل الاستفادة منه في كافة المؤسسات التربوية.
• تعزيز ثقافة الاختيار لدى المتعلم واحترام رغباته وميولاته العلمية وذلك بتوفير المسالك والشعب التي تلائمه وتستجيب لتطلعاته .
• نهج أسلوب علمي في التوجيه يضمن حفز المتعلمين وتوعيتهم بمزايا اختيار مسلك التعليم الأصيل وآفاقه أسوة بباقي المسالك خاصة المستحدثة منها.
من جهتنا سيدي المدير سنعمل بجهد مع الإدارة التربوية بثانوية وادي المخازن للتعليم الأصيل بالقصر الكبيرعلى تحقيق أحسن النتائج وأعلى المعدلات كما حصل في موسم 2019/2020حيث تمكنت المؤسسة من إحراز أعلى معدل وطني في هذا المسلك وفي انتظار مبادرة منكم لإنقاذ مسلك التعليم الأصيل ستجدوننا وكل العاملين بالمؤسسة متأهبين للانخراط في مبادرتكم بالعمل الجاد على حسن تنزيلها وتفعيلها، ودمتم في خدمة الشأن التربوي للتعليم الأصيل ببلادنا والسلام عليكم.