صدر كتاب ” يهود القصر الكبير : صفحات من تاريخ منسي مقاربات متقاطعة” لمؤلفيه محمد أخريف ومحمد العربي العسري عام 2018، عن جمعية البحث التاريخي والإجتماعي بالقصر الكبير، ومطبعة الأمنية بالرباط.
تمثل صورة الكتاب الأمامية لوحة فنية عبارة عن مدخل فندق النقيرية بالقصر الكبير تعود إلى سنة 1894، وقد كان يعج بحركة تجارية وصناعية ملحوظة خاصة صناعة الفضة التي مهر فيها يهود القصر الكبير .
أما صورة الواجهة الخلفية للكتاب، فعبارة عن صورة من حي الديوان بمدينة القصر الكبير، وهي تبرز جو التساكن والتعايش والتسامح بين المكونين الإسلامي واليهودي، قبل التحول إلى جحيم التفرقة والتباغض بسبب سياسة الصهيونية العالمية .
تضمن كتاب ” يهود القصر الكبير : صفحات من تاريخ منسي مقاربات متقاطعة “ مجموعة عناوين فصول، وعدة موضوعات استهلت بعرض المحتوى، ثم تصدير الجمعية، ثم تقديم للدكتور عثمان المنصوري، فمقدمة للمؤلفين محمد أخريف ومحمد العربي العسري.
فيما يخص باقي العناوين، نقرأ : ” على سبيل الاستهلال “وهو فصل تناول المجتمع المغربي : أربعة عناصر متجانسة، شهادات، ) علال الفاسي)، التعايش الإسلامي اليهودي بالمغرب ( محمد العربي المساري)، يهود المغرب أقدم الجماعات اليهودية ( رم لاندو) ، شعب واحد وثلاثة أسماء، الأصول.
نقرأ : ” جوانب من الحياة الإجتماعية عند يهود القصر الكبير “، ونقرأ : الحياة الدينية، و ” الحياة التعليمية”، و ” في الحياة الإقتصادية”، و ” يهود القصر وموسم الهجرة إلى أمريكا اللاتينية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين”، و ” المحميون من يهود القصر الكبير “.
نقرأ أيضا : ” الصلات الروحية بين يهود الأندلس ويهود القصر الكبير من خلال أربعة علماء يهود:، و ” في الثقافة واللغة والفن “، و ” يهود مدينة القصر الكبير في كتابات بعض مبدعيها”، و ” من واحة للتعايش المشترك، إلى فيافي التفرقة”، و ” من فصول الاحتقان بين الساكنة المسلمة والطائفة اليهودية بالقصر الكبير”، و ” أسماء وجوه”، و ” على سبيل الختم”، و ” البيبليوغرافيا”.
لقد سلط الضوء في هذا الكتاب على مرحلة عاش فيها يهود القصر جنبا إلى جنب مع جيرانهم المسلمين في تناغم وانسجام، يتبادلون الزيارات، ويتقاسمون الأفراح والأتراح. لم يكن الهدف تمجيد هذا المكون، بقدر ما كان رصد الدور الذي لعبه في المجتمع القصري على شتى الأصعدة، وكان مصدر استجلاء المعلومات بعض ممن خالط هذه الطائفة وعايشها، شريكا تجاريا أو جارا، أو صديقا، كما تم اعتماد مصادر ووثائق ومراجع بلغات مختلفة.
يقول الدكتور عثمان المنصوري في تقديمه للكتاب : ” سيجد القارىء في هذا الكتاب مادة متنوعة وغنية، تعطيه فكرة واسعة عن الموضوع، فقد تناول المؤلفان، بعض المواضيع التي يجدها القارىء في فهرس المواضيع،ومنها العناوين التي تطرقت لأصول يهود المدينة والمغرب وإلى إسهاماتهم في المجال الإجتماعي والديني والفكري والتعليمي والحياة الاقتصادية، وتأثيرهم في اللغة والثقافة والفن، وهجراتهم إلى خارج المغرب منذ القرن الثامن عشر، وتأقلمهم مع التطورات التي سبقت وواكبت إقامة الحماية الفرنسية والإسبانية بالمغرب، وبعض الشخصيات التي اشتهرت على صعيد المدينة، وغير ذلك مما يزخر به الكتاب من مواضيع تثير شهية القارىء، وتبين عن مدى الجهد المبذول في إنجاز الكتاب” .