يستعمل المتحدثون عن اليهود والكتاب الذين يكتبون عنهم ثلاث مسميات في وصفهم، وهذه المسميات غير محصورة في اللغة العربية وحدها، بل تمتد إلى لغات أجنبية أخرى كالإسبانية والفرنسية وغيرها.
تتمثل هذه المسميات الثلاث فيما يلي:
-
العبرانيون
-
الإسرائيليون
-
اليهود
تندرج أسئلة كثيرة في هذا المضمار، تصب مجملها في ما إذا كان هناك اختلاف بين هذه المسميات، وهل الشعب هو من وراء هذه التسميات أم أن هناك من أطلقها عليهم، وهل عرفوا بها من قديم أم في فترات تاريخية طبعها التدرج، فسموا في فترة معينة مثلا بالعبرانيين، وفي فترات أخرى بالإسرائيليين واليهود.
إليكم بعض ما جاء في تفسير هذه الأسماء :
1) العبرانيون :
يعود نسبهم إلى أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام باعتباره عبر النهر، ومن المحتمل أن يكون هذا النهر هو نهر الفرات أو نهر الأردن، والعبرانيون من أقدم التسميات التي أطلقت على الجماعات اليهودية، وقد اختلفت المصادر في تحديد أصلها، فرأى البعض أنها مشتقة من كلمة ( عبيرو) التي وردت في المدونات المصرية القديمة، أو ( خابيرو) التي وردت في المدونات الأكادية .
في حين ذهب آخرون أن لفظ ” العبرانيين” مشتق من العبور، وتحديدا عبور نهر الفرات، في إشارة إلى عبور يعقوب الفرات هاربا من أصهاره.
أما آخرون، فيرون أن التسمية ترجع إلى ( عابر) حفيد سام، الذي تنسب إليه مجموعة كبيرة من الأنساب. جدير بالذكر، أن أول شخص أشير إليه بأنه عبري هو إبراهيم عليه السلام، وكانت الكلمة تعني الغريب الذي لا حقوق له.
2) الإسرائيليون أو بنو إسرائيل :
يعود نسبهم إلى يعقوب عليه السلام الذي كان يسمى بهذا الإسم، وكلمة ” إسرائيل ” مكونة من قسمين: ( إسرا ) و ( إيل )، ومعناها في لسانهم صفوة الله وقيل عبد الله.
جاء في التوراة أن رب يعقوب باركه وسماه إسرائيل، وورد في القرآن الكريم أن يعقوب هو إسرائيل، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز : ” كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ “، وقد اتفق المفسرون على أن المراد بإسرائيل هنا يعقوب عليه السلام.
فيما يخص لفظ ” إسرائيلي ” فإنه أصبح اليوم يحمل دلالة أخرى مخالفة ذات أبعاد وحمولة سياسية، فهو يرمز إلى كل من يحمل جنسية دولة قامت سنة 1948 ميلادية على أنقاض أرض وشعب فلسطين، بصرف النظر عن دينه وأصله وقوميته، كالعرب الذين يعيشون في الكيان الإسرائيلي الآن ويحملون جنسيته، وقد يكون منهم المسلمون، والنصارى واليهود.
هناك إسم آخر أطلقه بعض الباحثين على الإسرائيليين وهو ” الموسويين” نسبة إلى نبي الله موسى عليه السلام، كما أن هناك فريق من الكتاب من أطلق عليهم إسم ” الصهاينة ” .
3) اليهود :
يدل لفظ ” اليهودي” على كل من حمل عقيدة اليهودي ودان بها، سواء كان داخل الكيان الإسرائيلي أم خارجه، وقد اختلف الباحثون في سر تسمية اليهود بهذا الإسم، فاتجه بعضهم إلى أنهم سموا كذلك نسبة إلى يهودا، وهو أحد أبناء يعقوب عليه السلام، وبذلك يكون اليهود وفق هذا التعليل من ذرية يهودا الذي هو من ذرية يعقوب عليه السلام .
أما البعض الآخر من الباحثين، فعللوا تسمية ” اليهود” بأنها نسبة إلى توبتهم عن عبادة العجل، حيث أن كلمة ” يهود” ترجع في جذورها اللغوية إلى كلمة ” هاد” التي تعني ” تاب”، وفي القرآن الكريم ما يعزز ذلك، منه قوله تعالى في القرآن الكريم تعقيبا على قصة موسى عليه السلام مع قومه: ” وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ“، أي تبنا. صدق الله العظيم.
ماذا تعني الصهيونية ؟ وما علاقتها باليهود ؟
الصهيونية حركة سياسية عنصرية، تهدف إلى إقامة دولة لليهود المشتتين في كل بقاع الأرض، تكون في فلسطين، التي يزعمون أنها أرضهم التي وعدهم الله في عهد موسى أن يعطيهم إياها. وقيل: إن سبب التسمية بالصهيونية راجع إلى جبل صهيون، الذي هو جزء من عاصمتهم المزعومة، بل جزء من أرض الميعاد كما يقولون.
يتضح من هذا التعريف أن الحركة الصهيونية تهدف إلى التعصب لليهود عرقيا ودينيا، كما أنها تسعى لتحقيق أهداف عنصرية سياسيا عبر الأنظمة العالمية المتعاونة معها، وليس ضروريا أن يشارك في هذه الحركة أفراد من اليهود فحسب، لكون الصهيونية تضم طائفة اليهود ومن يوالونهم فكريا وإن كانوا من أصول غير يهودية.
نفهم من كل ما سبق أن بين الصهيونية واليهودية تباين واختلاف، إذ ليس كل يهودي صهيونيا، وليس كل صهيوني يهوديا، بينما قد يكون الصهيوني يهوديا وقد يكون خارج دائرة اليهودية.
المرجع :
كتاب : يهود القصر الكبير : صفحات من تاريخ منسي / مقاربات متقاطعة، المؤلفان: محمد أخريف و محمد العربي العسري، الناشر : جمعية البحث التاريخي والإجتماعي بالقصر الكبير، مطبعة الأمنية بالرباط، الصفحات: 28-29-30-31.