بقلم : أسماء التمالح
استضافت الإذاعة الوطنية بالرباط صباح الأربعاء 20 نونبر 2019 مباشرة على الأثير، ابتداء من الساعة الثامنة وأربعين دقيقة، الدكتور يوسف العزوزي الذي فاز مؤخرا بلقب أفضل مخترع في العالم العربي، عن مشروعه ” دعامة لتعديل تدفق الدم عند مرضى القلب”، وذلك في برنامج نجوم العلوم الذي أشرفت عليه مؤسسة قطر بالعاصمة الدوحة. حاور الدكتور يوسف العزوزي الصحافي الإذاعي عبد الرحيم با اسلام.
نبذة مختصرة عن يوسف العزوزي:
شاب مغربي يمتهن الطب ( الطب العام)، عمره 27 سنة، نشأ وترعرع في حضن أسرة طبية، فهو نجل البروفسور مصطفى العزوزي( جراح الدماغ) الذي يعود أصله إلى مدينة القصر الكبير، وابن سيدة ممرضة. حاول يوسف العزوزي أن يترجم اهتمامه الطبي بابتكار جمع فيه بين التحدي العلمي الطبي وخدمة الإنسان، وقد احتاج لمدة سنة ونصف لإعداد اختراعه، وهو ذو تكوين أنجلوسكسوني، حيث درس المرحلة الإبتدائية بالمدرسة الأمريكية بالرباط، ثم المرحلة الثانوية بأوكسفورد بابريطانيا، قبل أن ينتقل إلى تركيا لمواصلة دراسته الجامعية بكلية الطب هناك.
جوابا على سؤال طرحه عليه الصحافي عبد الرحيم باسلام بخصوص تتويج أكثر من شاب مغربي في ملتقيات علمية دولية أقيمت خارج الوطن، وتزامنت مع فوز يوسف، رد العزوزي: ” إنه افتخار كبير لنا كمغاربة، وهو يظهر أن لنا قدرة كبيرة في العالم”.
وعن سر تنقله إلى تركيا لدراسة الطب، أجاب يوسف العزوزي بصراحة قائلا: ” ذهبت مع والدي ومجموعة من الأطباء إلى اسطنبول في عام 2011، وخلافا لما كنا نعتقد، وهو أن تركيا مثلها مثل المغرب في مجال تدريس الطب، اكتشفنا أن الأخيرة تضاهي أمريكا فيما يتعلق بتعليم الطب، ورأينا كيف أن مستشفى يدعى ” أجيبادم ” ( ACIBADEM ) يتوفر على أجهزة وآلات طبية متطورة، قل توفرها حتى بدول أوربا، كمثال على ذلك الآلة الطبية ( كاما نايف) التي تستعمل في جراحة الدماغ، حيث يتوفر مستشفى ” أجيبادم” بتركيا على ثلاثة أو أربعة منها، بينما لا توجد إلا آلة واحدة منها في أوربا كلها. وعليه، فليس قرب المغرب من تركيا هو ما جعلني أقصدها لمتابعة دراستي في مجال الطب، إنما الفرص المتاحة لي في الانفتاح أكثر على التكنولوجيا الموجودة، ولعله ما ساهم في تكويني في هذا المشروع”.
في سؤال عن اللغة التي درس بها، قال يوسف العزوزي : ” في السنوات الثلاثة الأولى بالجامعة التركية درست الطب باللغة الإنجليزية، وفي الثلاث سنوات الأخيرة صار لزاما علينا تعلم اللغة التركية لأننا صرنا مجبرين على التواجد بالمستشفى للتواصل والتحدث بها مع المرضى، والحمد لله وجدتني أكتسب لغة جديدة هي اللغة التركية، والتي تبدو الصعوبة فيها عند تركيب الجمل، حيث أن الفعل يأتي في آخر الجملة، وبالتالي لا يمكنك أن تعرف موضوع الكلام إلا عند انتهاء المتكلم من الكلام. حقا هي لغة صعبة نوعا ما”.
وحول الطريقة التي تعرف بها يوسف العزوزي على برنامج نجوم العلوم، كشف قائلا: ” قبل أن أتعرف على البرنامج، كنت ذهبت إلى منطقة أمريكية ( معروفة بالمستثمرين) وأنا أحمل فكرة هذا الاختراع، غير أنه كانت هناك حرب اقتصادية بين الصين وأمريكا وقتئذ، مما قلل من فرص الاستثمارات وزاد في تأزم الوضع. بعدها التقيت بصديق أردني، ذهبنا إلى مطعم باكستاني، وهناك حدثني عن البرنامج، وأشار علي بأن أنتهز الفرصة وأتقدم إليه بمشروعي، وفعلا قدمت.
بلغ عدد الملفات في الأول 5600 ملف قدم عبر الإنترنيت، اختير منها 300 شخص تم تحويلهم على بيروت، وهناك تم اختيار ثمانية أشخاص فقط، حولوا هم أيضا على الدوحة لإجراء اختبارات. فالبرنامج يحتضن الشخص صاحب الفكرة أو المشروع، يساعده بشراء الأجهزة التي يحتاجها في الاختبار، فيخرج المخترع المنتج الأنموذج ويبدأ رحلة البحث عن مستثمرين في محاولة لإقناعهم بالاستثمار في المشروع أو الفكرة” .
و ردا على سؤال يخص تكلفة المشروع، صرح العزوزي : ” ميزانية المشروع تحتاج الملايين من الدولارات، أو تقريبا 5 مليون دولار، والمشروع مقسم إلى مراحل، كل مرحلة يجب تدارسها. المرحلة القادمة مثلا وهي التجربة على الحيوان ستحتاج إلى ما بين 700 ألف دولار إلى مليون دولار في مدة سنة إن شاء الله.