انعقد بمدينة القصر الكبير اجتماع تأسيسي للائتلاف الأكاديمي المحلي لدعم أنشطة الكلية المتعددة التخصصات بالمدينة، وذلك بملحقة الجامعة يوم الثلاثاء 30 نونبر 2021 انطلاقا من الساعة الثالثة زوالا، وبدعم من المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، وبمبادرة من الجامعة للجميع، وجمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالمدينة.
انعقد هذا الاجتماع على هامش الدرس الافتتاحي لجامعة عبد المالك السعدي الذي ألقاه البروفسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، وعضو اللجنة العلمية بجائحة كوفيد 19 تحت عنوان ” أي دروس من أزمة الكوفيد 19.
تطرق البروفسور عز الدين الإبراهيمي في المحاضرة لأبرز الدروس المستفادة من أزمة كوفيد 19، وكان أول درس هو المجهول وحالة اللايقين، حيث أخبر الإبراهيمي أن القرن 21 هو قرن الأزمات بامتياز، والمتحور ” أوميكرون” أصبح في الماضي بينما تدبير المرحلة يستدعي الاستباقية.
قال الإبراهيمي : ” يجب أن نبدأ بالتغيير الآن ونحن في عز الأزمة، وكل منا له دور فيها وفي أن لا تتكرر، وإذا كانت الدول الآسيوية تمكنت من تجاوز أزمة كوفيد 19 فإن المغرب نجح نوعا ما بسبب إرادة سياسية قوية حيث كان هناك استثمار مالي كبير وكانت هناك مساعدات رغم الحجر.
وقد تعرض البروفسور عز الدين الإبراهيمي في محاضرته لمجموعة من المقاربات:
المقاربة العلاجية : والمشكل في الكوفيد 19 أنه ليس له دواء .
المقاربة الوقائية : وتعتمد أساسا على الإجراءات الاجترازية الشخصية.
اللقاح
وتأهيل المنظومة الصحية.
تحدث الإبراهيمي عن التشخيص والعلاج المبكر والمرحلة الزكامية والمرحلة الثانية التي تلتها، وتكلم عن علم الأوبئة بصفته علما جديدا، ووصف حالة التنفس الاختراقي التي يصل إليها مريض الكوفيد 19بأنها من أصعب المراحل التي لا يتمنى لأحد بلوغها.
واصل الإبراهيمي حديثه وتوقف عند تكاثر الفيروس والإبر والطفرات التي هي تغيير في المادة الوراثية، تكلم عن المتحورات المتطورة، وتساءل: كيف انتقل فيروس كوفيد 19 إلينا في المغرب، مفيدا بأن كورونا الأولى التي ظهرت لأول مرة بووهان بالصين ليست نفسها التي ظهرت بعدد من الدول الغربية، حيث في كل دولة كان الفيروس يعرف تطورا لا صلة له بالآخر.
نوه البروفسور الإبراهيمي في المحاضرة بلقاح “سينوفارم “ووصفه باللقاح الممتاز للغاية، وأوضح أننا لن نخرج من الأزمة مالم تلقح إفريقيا كلها، إذ المقاربة القارية مهمة جدا للخروج إلى بر الأمان.
في ختام كلمته، أوضح الإبراهيمي أن متحور كورونا الجديد ” أوميكرون” الذي ظهر مؤخرا بجنوب إفريقيا بعيد عن الفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان بالصين أول مرة، وأنه يطل علينا بالمغرب بالنظر لسرعة انتقاله وانتشاره، لأجل ذلك لابد من ضرورة الانخراط في عمليات التلقيح تخفيفا من حدة الإصابة بالوباء ومنعا لأي مخاطر متوقعة.
أما بخصوص الجرعة الثالثة من اللقاح والتي أثارت جدلا واسعا في الأوساط العامة، قال الإبراهيمي أنه من البداية صرح بأن اللقاح سيكون على جرعتين فقط، أولى وثانية متفرقتين، أما ما أطلق عليه الجرعة الثالثة حاليا فهو لا يتبناه ولا يدري من أين جاءت هذه التسمية، في الوقت الذي يسميها هو ” الجرعة التعزيزية للمناعة”، علما بأن المناعة ضد الكوفيد 19 تنخفض مع توالي الشهور وتقل مع مرور الأيام، لذلك كان لزاما تعزيزها لتقاوم الجديد من السلالات المتحورة التي تظهر وتطفو على السطح كل حين.
بعد اختتام المحاضرة، قدم رئيس جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير الأستاذ محمد أخريف كلمة عززها بتوزيع مجموعة من كتب الجمعية هدية للبروفسور عز الدين الإبراهيمي ولرئيس المجلس البلدي وابنته البرلمانية زينب السيمو ومجموعة من الأكاديميين الساهرين على تسيير دواليب الكلية.
كما وزع الأستاذ رشيد الجلولي بصفته مسؤولا بالجامعة للجميع عدة شواهد تقديرية أسدل بها الستار عن هذا الدرس الافتتاحي المتميز، على أمل تنظيم محاضرات ودروس أخرى مستقبلا.