أنشئت حديقة التجارب النباتية بالعاصمة المغربية الرباط سنة 1914 تحت إشراف المهندسين المعماريين جان كلود نيكولا فورستييه وألبرت لابراد، وهي تمتد على مساحة تقدر ب 17 هكتار، تحتوي على حوالي 600 نوع من الأزهار، ومايزيد عن 1000 فصيل، الشيء الذي دفع المسؤولين المغاربة للتفكير في إحداث حدائق نباتية أخرى بمساحات أكبر مثل حديقة النباتات بمدينة مراكش، والتي تبلغ مساحتها 25 هكتارا، وحديقة النباتات بمدينة مكناس البالغة مساحتها 30 هكتارا.
تعتبر حديقة التجارب النباتية من أكبر الحدائق العمومية بالرباط، وهي تنقسم إلى جزأين يفصلهما شارع النصر. تشكل هذه الحديقة مركز أبحاث لعلماء النبات وعلماء البيئة، وتساهم في الحفاظ على أنواع النباتات المهددة بالانقراض.
تتوفر حديقة التجارب النباتية بالرباط على مجموعة كبيرة من أنواع النباتات، منها ما هو ذو أصل مغربي، ومنها ما هو ذو طابع استوائي وآخر ذو صبغة متوسطية، كما يوجد بها أنواع من الأشجار وأشكال من الأعشاب العطرية والنباتات المزهرة، وهي بذلك تقدم تصورات حول التنوع البيولوجي المتفرد بالمغرب، إلى جانب أنها تتعاون مع المؤسسات التعليمية لتكريس الوعي بقضايا البيئة.
صممت حديقة التجارب النباتية بالرباط مع مراعاة الاستدامة، وهي تشهد ممارسات متواصلة للحفاظ على البيئة ومناظرها الخلابة المتناغمة والمتناسقة مع الطبيعة، إلى جانب وجود معلومات تعريفية لكل نبات بدءا من إسمه العلمي وفصيلته وشعبته النباتية وفق تصنيف المملكة النباتية الذي يخدم الهواة والدارسين لعلوم النبات كمرجع مهم.
يغلب الطراز الفرنسي والزخرفة العربية الأندلسية المتمثلة في النافورات المزخرفة بالزليح المغربي العريق على حديقة التجارب النباتية بالرباط، كما تنتشر بها مسالك لعبور الراجلين تمتد شمالا وجنوبا.
صنفت الحديقة التجريبية النباتية بالرباط ضمن التراث الوطني سنة 1992، وهي من المكونات الثمانية للرباط العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية، وهي تراث مشترك مدرج بقائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2012.