البكاء على الميت لا يحدي نفعا، وضحايا فاجعة الكحول بالقصر الكبير تركوا الدنيا ورحلوا، مخمورين كانوا أو في حالة وعي بما أصابهم ودعوا الحياة، كان الأجدر أن يبكي الباكون على واقعهم وهم أحياء وليس بعد أن صعدت أرواحهم للسماء.
لكل خمرته .. خمرتهم كانت قاتلة قتلا ماديا، وخمرة المتكلمين والمتفرجين معنوية سلبتهم الإحساس بالغير، بمعاناته وأوجاعه اليومية، بآهاته ورغبته الجامحة في الهروب والفرار من واقع مسموم إلى خيال أقوى سما، يسافر بالعقول إلى الوهم والسراب في انتظار أن يقول الحظ كلمته، إما بالرجوع عن الغي وطريق الضلال والاهتداء إلى الصبر على البلاء لحين الفرج من رب العالمين، أو إلى اللارجوع مثلما حصل في حادثة اليوم التي حصدت أرواح عديدة في وقت زمني متسارع.
غفر الله للراحلين وتجاوز عنهم وشملهم بعفوه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.