فالنتاين قديس روماني، عاش في القرن الثالث الميلادي، ارتبط اسمه بالاحتفال بعيد الحب أو العشاق الذي يتزامن مع 14 فبراير من كل سنة، وهو عيد مسيحي كان يحتفل به منذ العصور الوسطى المتوسطة.
لا توجد قصة حقيقية ثابتة عن هذا القديس، سوى كونه كان كاهنا مسيحيا يزوج العشاق الوثنيين والمسيحيين، وبسبب اعتناقه لدين المسيحية الذي كان ممنوعا في الإمبراطورية الرومانية فقد اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، ليشتهر بعد ذلك بلقب ” شهيد الحب والعشاق”، فصارت الكنيسة الكاثوليكية وبعض الكنائس البروتستانتية تحتفل بذكراه في يوم 14 فبراير، في حين تحتفل الكنائس الأرذثوكسية بذكراه في تاريخ آخر هو 30 يوليوز .
يحضر اللون الأحمر بقوة في اليوم الإحتفالي بالفالنتاين، وإذا كان بعض المنجرفين نحو التقليد يعتقدون أن اللون الأحمر يشير إلى الحب، فإنه في الأصل يرمز إلى الشهادة، حيث تشير الكنيسة إلى شهدائها باللون الأحمر، ليبقى الحب عاطفة نبيلة وإحساسا عميقا لا يحمل أي لون .
تنشط الحركة التجارية في يوم 14 فبراير الذي بات يعده الناس عيدا للحب والعشاق، وتنتعش الأسواق وتغزر الأرباح مع الإقبال المكثف على اقتناء الورود والهدايا بشتى أشكالها وأنواعها، تعبيرا من المحبين على الحب لأحبتهم، وإن كان موضوع الحب لا يتحدد في يوم واحد أو في ساعات ولحظات معدودة تطوى سريعا بطي السويعات والأيام.
يوصف الحب بكونه مجموعة المشاعر الإيجابية المتنوعة، وكونه مجموع الحالات العاطفية والعقلية القوية التأثير، حيث تسمو فيه الأخلاق الفاضلة ويتقوى به شعور الانجذاب والتعلق العاطفي، وهو – الحب – كتلة مشاعر تأتي على أنواع: حب الله والرسول، حب الوالدين، حب الطعام، حب الوطن، حب الطبيعة، حب الزوج، حب الأخ والأخت …إلخ.
فالحب هو أساس العلاقات الشخصية بين البشر، وظيفته الحفاظ على النوع البشري من حيث التعاون وتحدي الصعاب جنبا إلى جنب، وكذا المحافظة على استمرار النوع.
يرتبط الحب غالبا بمفهوم الرعاية والاهتمام، رعاية شخص أو شيء، وهو يتناقض مع الكراهية، كما يتناقض مع الشهوة الجنسية لكونه شعور رومانسي عاطفي وليس جسدي.
إن الحب احتياج إنساني لاغنى عنه، إنه محرك أساسي للحياة، به يتحقق التوازن النفسي، ومعه ينعم الإنسان بالراحة بوجود من يشاركه الحلو والمر ويتقاسم معه الجميل والقبيح، لذلك لا يمكن أبدا تخصيص يوم واحد له، مثلما لا يمكن مطلقا ربطه بشخص كان قديسا أو غيره، سيما وأن ثقافتنا بعيدة جدا عن ثقافة الكنائس والقساوسة.