نظمت الجامعة للجميع بتنسيق مع المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، يوم الأحد 4 غشت 2019، ابتداء من الساعة السابعة مساء، ندوة فكرية تحت عنوان : ” تثمين التراث وصيانته خطوة نحو إشعاعه السياحي”، وذلك بالقاعة الكبرى المجاورة للبلدية.
افتتح اللقاء بكلمة ادريس حيدر الذي عمل على تذكير الحضور بأنشطة الجامعة للجميع المتعلقة بالاحتفال بمعركة وادي المخازن، مفيدا بأن الجامعة للجميع تخلد هذه السنة الذكرى الرابعة، وأن المتتبع سينتبه إلى المنظمين الذين يشتغلون على أرض الواقع.
من جهتها، وفي تناولها لكلمة الجماعة المحلية، أكدت السيدة إلهام الركاع أن تثمين أي مبادرة ثقافية وفنية فيه إظهار للوجه المشرق للمدينة، ومن ثم ترسييخ للعادات والتقاليد، وتعزيز للانفتاح على فعاليات المجتمع المدني لتحقيق تنمية تشاركية وجلب السياح.
رشيد الجلولي في إلقائه لكلمة الجامعة للجميع، أفاد بأن الأفكار يجب أن تتحول إلى منتوج عملي يفيد الساكنة، فالمدينة لها إمكانات هائلة، لذلك فالجامعة للجميع تحاول تقديم أوراق عملية على المستوى السياحي، وعمل مخطط استراتيجي سيتم الاشتغال عليه في السنوات القادمة.
بعد ذلك، تم عرض شريط وثائقي بعنوان : ” القصر الكبير جوهرة بين النهر والبحر” لمخرجه عصام عفيف العرائشي، ثم فسح المجال لتقديم العروض، حيث أطر الدكتور محمد سعيد المرتجي أول عرض بالندوة، والذي عنون ب ” مركز تثمين تراث مدينة القصر الكبير ومجالها أي تصور لأي مجموعات متحفية”، تناول فيه تحديد طبيعة التحف أو المعروضات التي تؤثث تثمين التراث، فمؤسسة تثمين التراث – يقول المرتجي – ستكون غير مسبوقة في المدينة، تعتمد فلسفتها على التفاعل مع المجتمع المدني، فالمركز المخطط له لا يضم اليوم أي مجموعة تراثية، وهو خطوة تهدف إلى تجميع المجموعة وتثمينها بما يتماشى وروح المركز، وقد وجه المرتجي نداء للباحثين وغيوري المدينة للمساهمة بما يملكون من تحف وصور نادرة، في انتظار أن تكون هذه المجموعات متنوعة قاسمها المشترك التراث، إلى جانب ذلك يمكن التفكير في الصور الفوتوغرافية أيضا، وجمع المطبوعات والوثائق السمعية البصرية ثم الكتب المصورة، كما يمكن التفكير في مسار دائم مشكل من جزءين أساسين: تراث مادي وآخر تاريخي.
أطر العرض الثاني الأستاذ محمد أخريف، والذي تعرض في ورقته لموضوع ” التعريف بالتراث على أرض الواقع تنمية للفرد والمجتمع “، وقد اعتبره موضوعا مرتبطا بالواقع أكثر، لكونه يتحدث عن الجانب العملي، فالتشوير – يقول أخريف- عمل أساسي في التنمية، والعملية التي قامت بها الجامعة للجميع بتعاون مع المجلس الجماعي أدت إلى نتائج مهمة.
هناك نقص فظيع في التشوير داخل المدينة، ومعركة وادي المخازن التي دامت زهاء أربع ساعات غيرت خريطة العالم، وهذه الحمولة التي تكتنزها المعركة لا نعرفها، لذلك لا بد من التشوير، ولا بد من إنجاز بعض الرسوم والمجسمات لتأثيث مدينة القصر الكبير .
يتابع أخريف حديثه ويقول بأن الزائر يجب أن يعرف ماذا يوجد بدائرة القصر الكبير، مقترحا منتزهات تكميلية، داعيا إلى الاشتغال على مدينة القصر الكبير ودائرتها، متمنيا تحقيق البنية التحتية المناسبة.
رشيد الصبار في كلمة بلدية القصر الكبير المعنونة ب ” الجماعة الترابية ودورها في حفظ التراث من أجل التنمية”، أشار إلى وجوب النظرة الشمولية في التثمين، ووصف اللقاء بأنه لقاء ثقافي لتثمين التراث المادي واللامادي، وبأن المجلس الجماعي يطمح لمستقبل زاهر للمدينة، ولجعل جماعة القصر الكبير عاصمة اللوكوس وعمالة إقليم القصر. فالجماعة – حسب الصبار – ترافع وتشارك، ولها اختصاص ذاتي وآخر مشترك وآخر منقول مع الدولة. فتثمين التراث هو اختصاص مشترك، والجماعة واعية بإمكانات القصر الكبير، وهناك مشاريع قيد الانجاز: مركبات ثقافية، متاحف، مسارح، وفنادق..
قدم العرضين الأخيرين في الندوة جمعيتان، الأولى للصيد بالقصبة وآفاق التنمية السياحية بالمنطقة، والثانية الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، كلاهما تحدث عن البنية التحتية التي تفتقر إليها المدينة بشكل ملحوظ، ودعا إلى التعريف والتسويق للمدينة مع السعي للتأهيل خدمة للغايات المرجوة من السياحة .
فعاليات النسخة الرابعة من المهرجان الإحتفالي بمعركة وادي المخازن متواصلة بالقصر الكبير، حيث تضرب الجامعة للجميع والمجلس الجماعي موعدا آخر للحضور يوم الإثنين 5 غشت 2019 بساحة علال بن عبد الله قرب دار الشباب انطلاقا من الساعة السادسة مساء في برنامج متنوع.