صدر كتيب “ماطا في الذاكرة الشعبية بين الصمود والاندثار” لمؤلفه محمد أخريف سنة 2022 في طبعة أولى، وقد طبع بمطبعة الأمنية بالرباط عن جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير باعتبارها الناشر للكتاب.
وضعت على واجهة غلاف كتيب” ماطا في الذاكرة الشعبية بين الصمود والاندثار” الأمامية صورة لبعض فرسان مهرجان ماطا بمدخل دوار أولاد بومعيزة بجماعة سوق الطلبة دائرة القصر الكبير سنة 2016، وعلى الواجهة الخلفية للغلاف بعض الأزجال المغناة أثناء موسم ماطا في فصل الربيع.
وتعتبر ” ماطا” لعبة فريدة من نوعها بالمغرب، مازالت تمارس لحد الساعة على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، بعدما كانت تمارس في جماعة أبي جديان، وجماعة سوق الطلبة بدوار أولاد بومعيزة ودوار أولاد علي المدنة، وخصوصا بجماعة عياشة التابعة لإقليم العرائش، وهي عادة مألوفة في المواسم الفلاحية حيث ترمز للتعاون والتعاضد وتسمى ” توازة أو التويزة”.
تشكل ” ماطا” لعبة وفرجة وتدريبا على الفروسية في نفس الآن، تعود مرجعيتها للموروث الشفاهي الراسخ بالذاكرة الشعبية، وموروث ” ماطا” شهد تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، سيما في القبيلة التي اشتهرت به منذ القدم وهي قبيلة أهل سريف.
تحدث محمد أخريف في هذا الكتيب عن تأصيل “ماطا”، وتناول تأصيلها المثيولوجي والأسطوري، ثم تطرق لتجليات هذه العادة في المواسم الفلاحية، قبل أن يتكلم عن التهيؤ للاحتفال بماطا، مرورا بتزيين ” ماطا” مبرزا البعد الإجتماعي والفني والرمزي لها .
يتضمن الكتيب إلى جانب هذا صورا لمهرجان ” ماطا” وأزجالا تغنى في الاحتفال، ولم ينس المؤلف أن يوجه عناية المسؤولين للاهتمام بهذه العادة وغيرها التي يزخر بها الموروث الشعبي اللامادي والتي تسير نحو الانقراض والاندثار، مما أصبح يستوجب تصنيفها كتراث وطني وإنساني له مميزاته وخصائصه .