شهدت مؤسسة الهدى الخصوصية بمدينة القصر الكبير، صباح يوم السبت 24 فبراير 2018، لقاء تواصليا مع فعاليات المجتمع المدني، بتنسيق مع مؤسسة كوفي عنان الدولية، وجمعية 180 درجة الألمانية.
حضر هذا اللقاء التواصلي، رئيس المجلس البلدي محمد السيمو، والبرلماني عبد الحكيم الأحمدي، ومدير مؤسسة الهدى، إلى جانب فعاليات مجتمعية و أساتذة وأطر تربوية وتلاميذ.
قدم اللقاء عبد اللطيف بنقدور، والذي أفاد في تقديمه بأن الهم الأول لمؤسسة الهدى هو بناء شخصية التلاميذ، وفتح آفاق جديدة أمامهم نحو المستقبل.
وقد وقعت بعد ذلك اتفاقية شراكة بين المؤسستين ( الهدى وكوفي عنان الدولية)، حيث الغاية من ذلك مصلحة التلميذ وشباب المدينة كما تم التذكير.
تناول مدير مؤسسة الهدى الخصوصية السيد ياسر الرفاعي الكلمة، وتطرق للمواقف السياسية والدينية والإعلامية الدولية وما خلفته من تأثير سلبي في نفوس الشباب، بلغ حد الكراهية والتطرف، ومن هنا انبثقت فكرة ربط جسور التواصل والتعاون مع مؤسسة كوفي عنان الدولية وجمعية 180درجة الألمانية، ومن ثم تنظيم ورشات وندوات ولقاء تواصلي. فمؤسسة كوفي عنان كما ورد على لسان الرفاعي تهدف إلى نشر قيم السلم والحد من التهديدات والتصدي للكراهية.
من جهته، أشار ” ميمون بريسون”، 31 سنة، ألماني، من أصول مغربية خبير في محاربة التطرف الديني، ومستشار لعدد من الهيئات الأجتماعية والحكومية، إلى أن العالم عرف تحديات العولمة، مما أفرز موجات من التطرف والإرهاب، وأعطى صورة نمطية لشعوب متعددة، ساردا في سياق كلامه بعض التجارب الشخصية لعضوين من مؤسسة كوفي عنان هما فاطمة زمان وبيورن ايهلر.
لم يفت ” ميمون” أن يعبر عن سعادته وفرحه لما رآه بالقصر الكبير من تعايش وتسامح، من خلال وقوفه على بعض المعالم التي تدين بديانات مختلفة ( سيدي بلعباس مثلا).
أما السيد السيمو رئيس المجلس البلدي، فذكر في خضم كلمته أن الإسلام لاعلاقة له بالإرهاب، ولا وجود للكراهية فيه، ومدينة القصر الكبير هي مدينة التعايش السلمي منذ القدم، ولازالت حتى الآن قبلة الزوار الأجانب ( سفيرة البرتغال، قنصل فرنسا ).
فاطمة زمان، 25 سنة، انجليزية، مستشارة حكومية تدير برنامجا حكوميا ضد الكراهية والعنف يتناول دور التعليم في الوقاية، اعتذرت عن عدم تمكنها من الحديث بالعربية، شكرت الجميع وحيت التلاميذ، وقالت أنها أعجبت بمستواهم، كما أعربت عن امتنانها للحضور، وأفادت بأن هذا التواصل هو دحض للإعلام الذي يقول بأن الشاب العربي أو المسلم متطرف وإرهابي، بينما الحقيقة هي على النقيض تماما.
قامت بالترجمة من العربية إلى الانجليزية ومن الانجليزية إلى العربية رابحة الساحلي، تيسيرا منها للفهم السليم ولتقريب ما يتداول في اللقاء إلى الذهن بشكل مبسط.
السيد بيورن ايهلر، نرويجي، 26 سنة، كاتب وصانع أفلام، خبير في خلق رسائل السلام ومكافحة الكراهية، عبر عن سعادته بالحضور إلى القصر الكبير، فخصوصية المدينة – على حد تعبيره – ساعدت على نجاح قيم التسامح ودحض التطرف، وهو معجب بالتنوع الديني والثقافي الذي تعرفه المدينة، والذي حقق استفادة كبيرة.
البرلماني عبد الحكيم الأحمدي ورئيس الجماعة القروية القلة نوه بأنشطة مؤسسة الهدى، واعتبرها أنشطة نوعية، كما أوضح بأن هناك قاسم مشترك بين الجميع يتمحور حول خطاب التطرف واللاتسامح، وهذا معطى يهيئ للتفكير في تأسيس جمعية باسم ” لا للتطرف لا للعنف”. يتابع الأحمدي كلامه ويقول: ” على المستوى التشريعي المغرب منخرط في عدة اتفاقيات، وعلى مستوى إقليم العرائش، توجد ساحة بالعرائش أطلق عليها اسم التسامح، وهي قيد التأهيل الآن، حيث يوجد بالمكان مسجد وكنيسة …
جل المداخلات التي أتت من بعد نبذت التطرف والعنف والكراهية، وإذا كانت هذه العناصر الثلاث حاضرة بقوة فهي دون شك قادمة من الغرب ومعاداته للإسلام، هذا الأخير الذي يلصق دوما أي عمل إجرامي يحدث بالعرب والمسلمين، متناسيا ما قدمه ويقدمه المسلمون في العالم من أعمال خالدة تشهد بكفاءتهم وإنسانيتهم وحبهم للبشرية باختلاف أطيافها، حيث سيق مثال المهندسة المعمارية العالمية العربية الأصول والمسلمة الديانة ” زها حديد” وما تركته للغرب من إرث معماري ضخم ومتميز.
اختتم اللقاء بتسليم هدايا رمزية للضيوف الأجانب، كانت عبارة عن ألبسة تقليدية مغربية من يد الصانع التقليدي المغربي .