مسألة حظ :
اشتعل الضوء الأحمر. فتحرك على أرجل ثلاث، قاطعا ببطء سلحفاة ممر الراجلين المرقط. فتوقفت سيارة عند رجليه محمحمة. وحين احتج، أطلت عليه بوجه سينمائي، وصرخت : تحرك، واحمد الله أنني لم أقتلك.
الحي الـجـــديد :
بعد أن اكتملت في الحي الجديد، غابة الإسمنت بعماراتها ومقاهيها ومحلات تجارتها ولهوها، لم يجد طائر الشعر فيه أشجارا يغرد على أغصانها ويستظل بأوراقها، ولا زهورا وورودا يتغذى على رحيقها. انفجر غضبا حتى تطاير ريشه وتلاشى. فسجل في لائحة المفقودين.
تنبيه :
بكل همة وانتباه، اتجه من حي المقابر لأداء خدمة بحي السعادة، حيث لا يمشي الناس على أرجلهم، والكاميرات تتبوأ الأسوار والأسطح والشرفات، أما الأبواب فيقال لها افتح يا سمسم. بعد لأي انتبه للرقم المطلوب، واتجه لطرق باب الدارة، فطالعته لوحة كتب عليها : ابتعد الكلب واعر.
نـقــــد :
أخذ يعرّف الناقد الكبير بالجمعية الثقافية المستقلة التي لادعم لها نقديا، ودعاه لإلقاء محاضرة ضمن برنامجها الثقافي عن نظرية النقد. قاطعه الناقد الكبير : وكم هو المقابل النقدي؟
لـقــاء :
من وراء زجاج سيارتي أجرة رمق أحدهما الآخر، بعد غياب ضارب في الزمن. تضاحكا دون أن يسمع أحدهما شهقة الآخر. ثم تباعدت السيارتان. فكان آخر لقاء بينهما.
تاريخ ازدياد :
عجب الموظف، حين لم يجبه بتحديد عمره.انفعل الموظف، لأنه ذكّره بمعاناته مع السيدات لدى ملء الملفات.صرخ الموظف: متى ولدت يا…فأجابه: عام الجوع.
صـوت جـــديـد :
رددت جدران الحمام غناءه. فأعجب بصوته. ووجد من ساعده على دخول الإذاعة والتلفزة. تفاجأ المستمعون والنظارة الكرام بالصوت الجديد. كان الصوت مغموسا في النجارة.
قـلـــق :
تقلب ذات اليسار وذات اليمين. فتح عينيه وأغمضهما. أشعل النور وأطفأه. فصائل الزواحف تنغل في دماغه، ولم تتعب حتى صياح الديك،حينئذ أغمض بصره وبصيرته.
شكوى :
وجده أنيقا مبتسما كعادته. غبطه أو حسده. انطلق يشتكي له الدنيا الممعنة في افتراسه. لكنه لم يتمكن من رؤية الفيل المتهالك على صدر صاحبه. فقد كان هادئا.
كائن انتهازي :
بما يشبه التبني، نصح الأستاذ طالبه بالتسلح بصبر عمال مناجم الذهب، وبالتجمل بالأمانة والمسؤولية، من أجل نجاحه علما ووظيفة. فكر الطالب مع مخيخه : لكن في أقرب وقت وبأقل جهد يا أستاذنا العزيز.