لعل العديدَ من أبنائنا ذهبوا ضحايا بعض الألعاب الرقمية، نتيجةَ إدمانِهِمُ المفرطِ عليها . ولم يقتصرْ على إصابتهم بالأمراض النفسية والذهنية والبدنية، أو على تخلفهم الدراسي، أو سوء سلوكهم، إنما تعدى ذلك إلى (الانتحار) كما في لعبة (الحوت الأزرق)!
وهكذا أصبحنا، بين عشيةٍ وضُحاها، نفقد أجيالَنا بسوءِ تـربـيـتـنا وتوجـيهِـنا لهم، لا باستخدامهم الجهاز التكنولوجي !
إنَّ الثقافةَ الرَّقميةَ، تعني أنْ نُحَقِّقَ توازُنا عقلانيا بين حاجياتِنا النفسية والفكرية والاجتماعية، وما تُقَدِّمُهُ التقنيةُ من إمكانياتٍ لتلبيةِ تلك الحاجياتِ الضرورية .
فليستِ الغايةُ من الرقمنةُ تشيـيئَ الإنسان، وتكليسَ عواطفه الوجدانية، وعزلِهِ عن بيئته البشرية، حتى يصبحَ (جِسْمًا آلِيًّا) إنما تسعى إلى تطوير حياتِهِ، وشحذ طاقاته العقلية، واستــثْــمارها إيجابيا ومن ثَمَّةَ، ينبغي التوفيق بين الطبيعتين : طبيعة الإنسان، وطبيعةِ التكنولوجية…!