ثعلوب :
أقدم لكم نفسي. أنا ثعلوب أحب القوة وأحب العظمة.
الراوي:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أيها الجمهور الكريم. أنا الراوي. أنا من سيحكي لكم قصص ثعلوب والغيلم. بعد أن تعرفتم على ثعلوب. أترككم لتتعرفوا على الغيلم.
الغيلم:
أقدم لكم نفسي. أنا الغيلم. أحب الحكمة وأحب المعرفة.
الراوي:
وبعد أن تعرفتم على ثعلوب والغيلم. سأترككم لمشاهدة قصتهما.
الغيلم:
صباح الخير يا ثعلوب.
ثعلوب:
صباح الخير أيها الغيلم.
الغيلم:
ماذا تفعل يا ثعلوب؟
ثعلوب:
ألا ترى أيها الغيلم ماذا أفعل؟
الغيلم:
نعم بالفعل أرى ما تفعل.
ثعلوب:
إذن ما الداعي للسؤال؟
الغيلم:
فقط عندي أمر أود أن أخبرك به.
ثعلوب:
لكنني مشغول جدا.
الغيلم:
لن يستغرق الأمر وقتا طويلا.
ثعلوب:
إذن تفضل.. وقل ما تريد.. وبسرعة.
الغيلم:
في حقيقة الأمر. أنا معجب بك.
ثعلوب:
شكرا.. شكرا.. هذا من لطفك…
الغيلم:
فوائد الرياضة باتت ظاهرة عليك. فعضلاتك صارت مفتولة وبارزة. وقوامك أصبح متناسقا. أنت حقا بطل.
ثعلوب:
شكرا.. شكرا.. أنت نعم الصديق.
الغيلم:
وتشبه كذلك عنتر. والمتنبي.
ثعلوب:
نعم نعم وأشبه كذلك عنتر. ولكن من عنتر هذا؟ ومن هذا المتنبي؟
الغيلم:
أما عنترة فهو فارس بني عبس العظيم. وأما المتنبي فهو القائل:
السيف والليل والبيداء تعرفني ### والرمح والقرطاس والقلم
-من نظر الأعمى إلى أدبه وأسمعت كلماته
من به صمم ينام ملء جفونه عن شوارده ## ونسهر نحن المساكين جراها ونختصم.
ثعلوب:
أنت تستهدف إدلالي وإظهار ضعفي.
الغيلم:
بالعكس أنا معجب بك. ولكنني لاحظت أنك أهملت القراءة والمطالعة وصرفت كل وقتك في الرياضة. ونحن نحتاج الجسم السليم كما نحتاج العقل السليم.
ثعلوب:
قل أنك تغار مني وتحسدني مباشرة وابتعد عن التنميق والتزويق وطرز الكلام.
الراوي:
كما شاهدتم عزيزاتي أعزائي. أيها الجمهور الكريم. هكذا تعامل ثعلوب مع الغيلم ومع نصيحته. ولم يتقبل ثعلوب النصح والارشاد بل اعتقد أن الغيرة والحسد هي دوافع الغيلم للكلام. وهذا الأمر حز في نفس هذا الأخير كثيرا ولكنه مع ذلك لم يستسلم ودهب للبحث عن حيلة أو وسيلة تجعل صاحبه يسترجع بها أوعبرها رشده. وبعد مدة ها هو الغيلم يعود عند صاحبه. ولكن ماذا يحمل في يده. لنرى ونستمع ونتابع ما يجري.
الغيلم:
صديقي ثعلوب.
ثعلوب:
ماذا تريد مني أيها الغيلم. آه ما هذا الذي تحمله في يدك صديقي.
الغيلم:
إنها هدية أحضرتها لك صديقي.
ثعلوب:
ما أروعها هدية. لابد أن داخلها ساعة ذهبية أو جوهرة ثمينة تتدلى من سلسلة رائعة. أو خاتم يحضن لؤلؤة.
الغيلم:
وكيف عرفت ذلك؟
ثعلوب:
الدار تعرف من بابها والرسالة تعرف من عنوانها وهذا الصندوق الجميل علامة على ما يحتويه.
الغيلم:
افتح الصندوق لنرى ما بداخله.
ثعلوب:
ما هذا؟ الصندوق فارغ. أين الساعة؟ أين الخاتم؟ أين الجواهر؟
الغيلم:
ألم يكفك جمال الصندوق؟
ثعلوب:
ما قيمة الصندوق إذا كان فارغا.
الغيلم:
هذا ما أردت أن أقوله لك.
ثعلوب:
آه.
الغيلم:
نعم ما قيمة جسد رائع وجسم قوي وداخله عقل فارغ.
الراوي:
هنا ارتمى ثعلوب ليقبل رأس الغيلم عرفانا وإجلالا لصديقه واحتراما وتوقيرا. وعربون محبة وتقدير له…